آخر الأخبار

المناظرة فن أم فخ ؟

إدريس المغلشي 

في خضم النقاش الدائر حول المدونة والذي ابان عن أعطاب منهجيةمتخلفة كشفت بالملموس تطاول البعض على مجالات لايمتلكون ابجدياتهاولا مفاتيحها.فمابلك بالغوص في اعماقها. غرقوافيهابلا محيط ولا حدود وأغرقوامعهم كل الفهوم الحقة في بحرالتيه والجهل ولم نعد نفهم ما السياق وما العمل؟بعدمااختلط عليناالحابل بالنابل وتخلى اهل الاختصاص عن دورهم في الدفاع على الأقل عن مجال اشتغالهم وانزووا في ركن مهجورة ينشدون السلامة بعدما ضاقت الأرض بمارحبت الملاحظ أننا بالقدر الذي توارى فيه أهل العلم خلت الساحة ، لاحظنا كيف قفز الى السطح المتطفلون والمتنطعون ولهم من الجرأة ما يجعلهم يسدون فراغات بغية الشهرة أو خدمة اجندات معلومة . تداخلت الأدوار في جل الميادين ،فسادت الفوضى والغموض وأصبح شائعا بل عاديا أن يتطاول المتربصون والمدفوعون في هجمة شرسة تروم تقويض معالم هوية أمة .
كمثال صريح يشبه الى حد بعيد مانحن بصدده . ولو بدرجة متفاوتة فالأطباء ينتفضون ضد العشابين بعدما دخلوا ميدانا ليس من اختصاصهم رغم تكامل الأدوار وتباينها بل تراهم ينعثونهم باقبح النعوت . رغم ان هناك عوامل أخرى خارجية تعد السبب الرئيسي كون شريحة من المجتمع مستواها وطريقة عيشها استوجبت اللجوء للعشاب بدل الطبيب . وهو امر ليس اختيارا بل فرضه واقع اقتصادي وأملته شروط مجحفة من خلال تدني الدخل الفردي وغلاء الكلفة الصحية وانعدام الخدمة العمومية كلها شروط استقوى بها العشاب على الطبيب رغم اننا نلاحظ ان كلاالطرفين يمارسان المهمة بدرجات متفاوتة حسب المنطقة والبيئة. نخلص في النهاية الى ثلاث معطيات اساسية الاولى أن تسند الأمور إلى أهلها والثانية ان نحترم الاختصاص بدل التطفل عليه والثالثة أن نرتب الاولويات في واقعنا المعيشي ونقاشنا العمومي فلا يمكن الحديث عن استنتاجات واقع متغير بمسلمات لاتقبل التغيير . فقبل السعي لتغيير بعض ثوابث الدين الأولى توزيع عادل للثروةوتحسين ظروف الناس الاقتصادية والحقوقية بما يحفظ كرامتهم كاولوية تبنى عليها كل الاجتهادات لا ان نجعل الوضع الشرعي مطيةلأهداف دخيلة قدتنسف لامحالة ودون أن ننتبه الهوية والخصوصية للدين كمقتضى دستوري يأتي في الديباجة ويحتل فيها مكانة مهمة من الواجب علينا احترامها.مواجهة الطبيب للعشاب تشبه لحد بعيد الفقيه والمتقول ونقصد بهذا الأخير من لايملك ادوات تحليل مقاصد الشريعة. الملاحظ ان مجال الدين الكل يتكلم فيه بدون معايير ولا شروط. كثيرة هي الأدلة التي توصي بل تحذر من اقتحام هذا المجال بدون علم .لكن نحن مطمئنون لما جاء في خطاب جلالة الملك محمد السادس (لن احل حراما ولن احرم حلالا ) كما ان الكلمة الفصل في النهاية سترجع اليه .
للمناظرة آداب من المفروض أن تحترم لكي نسميها باسمها الحقيقي فمن الواجب أن يتم الاتفاق أولا على اطار النقاش ومنطلقاته الفكرية بل وحتى ادواته ومراميه وما الغايات القصوى التي نروم بلوغها ؟ وماهي الحدود التي من الواجب احترامها حتى لانسقط في الشذوذ من الافكاراو التطرف فيها وأن نوازي بين الوصول للحقيقة وبين احترام افكار الآخرين لا ان نركب الحماسة لتسجيل اهداف في مرمى الآخر او اسقاط خصم مفترض .فالخاسر في النهاية فهمنا للدين بنعراته وشطحاته وليس شيء آخر .