آخر الأخبار

وجع المغرب المنسي

إدريس المغلشي

في بلدنا السعيد مهما بلغ بنا الخطاب المتفائل الذي يقول اننا جسم واحد في شعارات انتخابوية عشوائية فنحن طرفان المركز الذي استحوذ على كل شيء ليشكل واجهة من خلال المؤسسات والفضاءات ووسائل النقل والترفيه وطرف ثاني هامشي يغيب فيه اثر العمل الحكومي .نحن نسير بسرعتين مختلفتين الاولى ( تيجيفي) تجعلك لاتلتقط انفاسك وقد تصيبك الدهشة من كثيرالصوروالمعالم دون التقاط الأنفاس . لاشك انهامفخرة لكل مغربي وهو يسمع اشادة السياح والزوار يثنون على بلد متقدم بمقومات الحياة تتمتع بكثير من الخاصيات كل المستشفيات خاصة وعامة هنا والشركات والمدارس العليا والطرق السيارة وغيرهامن المرافق الأساسية كلها هنا …
السرعة الثانية بطيئة حد الموت لاحياة فيها عقارب الساعة لاتسعفك لاحترام كل المخططات السياسية والبرامج التي ما إن تخرج من دهاليز القرار حتى تضيع في أروقة العمالات والمجالس فلاتجد لها اثرا ولا صدى . عند عتبات ومداخل هذه المدن والقرى المهمشة الطرق مهترئة تتوقف عندها التنمية ليتسلل مكانها اليأس والفراغ القاتل. وقلة اليد ،الفقر المدقع سبب رئيسي يدفع الكل للهجرة وأغلب الدواويرتسكنها النساء والاطفال والعجزة بينما الشباب بمختلف أعمارهم رحلوا للمدن للدراسة او للبحث عن عمل .
الواقع يكشف حقيقة مرة أن الهامش مجال لاغتناء الفسدة من السياسين دون ان يتركوا وراءهم رصيدا يذكر.عزلتهم السياسة بعدما اقصتهم الجغرافيا ولم تنتصر البرامج عليها في اغلب المناطق المتوارية وراء الجبال والتي لا نسمع عنها إلا في الكوارث او للسياحة كوجهات عالمية اكتشفها سائح أجنبي واعجب بها وقررالبقاء.لم نعد نحكم على منطقة معينة من خلال مؤشرات التنمية وتقارير لجان التقصي والافتحاص بل صارت حوادث سيرمفجعة تسبقها لتحدث بدواخلنا رجة و الم ووجع والعجيب في امر هذه المناطق انها وفيه كل سنة لحدث مؤلم دون ان يستطيع أحد وقف النزيف .
واقعة أمس الأحد والتي جاءت صادمة بكل المقاييس بعد انقلاب حافلة نقل مزدوج ذهب ضحيتهاثلاثة عشرةمن بينهم اساتذة وهي مرشحة للارتفاع وجرحى ومصابين. فاجعة تثير كثير من الأسئلة حول واقع الطرق والنقل بالهامش المنسي شهادة إحدى الناجين تفضح النقل السري الذي يتمتع بسلطة خارج الرقابة الطرقيةوالتقنية ليصبح عبارة عن هياكل صدئة لصناعة الموت .
النقل المزدوج الذي يجوب طرقاتنا تحت اعين الكل يسد ثغرة العجزلكنه يحتكر مساحة فراغ سياسة متخلفة لاتستفيد من اخطائها بل تكتفي بزيارة مسؤولين للضحايا سويعات خفيفة وصور تلتقط بجانب اجساد مكلومة قد تصبح جثثا في المستقبل مالم نقطع مع هذه السياسات التي لاتنتج سوى الألم والوجع.