آخر الأخبار

مولودية مراكش و أخلاق الوطنية – 14 –

الشيء و تصوره : كان لا بد من أن أضع ، في ذهن القاري ، أمرا مسلمة ، إن كل شيء ماض غير معلوم ، فهو في حكم المغدوم . وبما أن الماضي ، هنا ، يتعلق بأحوال مني النادي ، والأحوال عوارض ، وكل ما يدل على عرضها هو عدم الخبر عنها ؛ فإنه إذا انعدم الخبر ، بعد انعدام العوارض ، انتهى كل شيء . وحتى يستقيم هذا القول ، كان لا بد لي من أن أقيد الخبر عن العوارض بمن استأنفوا العمل ، في النادي ، بمحاكاته ، لعلي أبين ، كيف إن الوطنية قد ځفظ ، في وجدان ، وفي بعض المسيرين اللاحقين . والوعي قدرة على الفهم ، والإدراك ، ووعاء للحفظ ، والمحافظة . وحتى أكون طرفة ، في المعادلة ، القائلة بأن التاريخ ، حقا هو تاريخ البشر للبشر وبالبشر ، فإني وضع إصبعي على بعض المديرين ، الذين أشروا في قلوبهم الوطنية ، فانبروا لتحمل أعباء رئاسة ، ” نادي مولودية مراكش ” ، وخلصوا، و أحسنوا فيها ، وفي مقدمتهم :

البشير لخلفي : كلما سأل مجاي لهذا الرجل المدبر ، يقول : ” یا لذلك الزمن الجميل ” . حين كنا مع هذا الرجل ، تدبر شأن ، ” نادي مولودية مراکش ، فسمع منه حكمة ، ونجده على جده ، وكرمه الحاتمي ، حتى إذا ترادفت الإكراهات على الإكراهات ، وانسحب المرتابون ، بقي الرجل البشير رئيسا علينا ، يبشرنا بغير أفضل ، تتلاشى فيه المكاره . كان البشير بلخلفي ، أول منشر بضرورة استئناف البناء الحق : البناء المتماسك ، في ” المولودية ” : بناء الوطنية ، وبناء الأخلاق . وفي لحظة القشر ، كما في لحظة قصر اليبي ، وفق الحيلة ، كان الرئيس البشير ، يعود إلى أصله الكريم ، لقد النادي من وهاده الخطة ، فيظفر بإعجاب العاجزين ، والمتحاملين ، على مسافة صرخة . . الحاج محمد جودات : مع هذا الرجل ، الذي سبق أن شغل منصب الرئيس ، اقتحم ، ” نادي مولودية مراكش ” ، مجال الكرم ، ومعه اقتحم النادي مجال الخلق النبيل ؛ وبهما ، معا ، رفقت فعاليات ، ” المولودية ” ، شعار الأخلاق إلى مرتبة الانضباط . والسبب ، هو ما ي ، في تدبير المسيرين ، ” شلم التنقيط ” ، وهو ما ستفصل فيه لاحقا . . عبد الصمد الاستقصاء : ځق لي أن أهل الحديث عن هذا المدبر الكبير ، بمشهير سبق لي أن عشته ، في بيته ، على هذا النحو : . قمنا بزيارة رئيسناء عبد الصمد الإستقصاء ، وهو طريح الفراش ، يختضر . وكان مج ، وقد ولى عنا بظره ، بعد أن أعياه القلب ، يمينا وشمالا . بغتة ، بدأ يميرم كلاما لم تتبنه ، فانحنى السيد ، محمد الشناق ، حتى جعل أذنه لصق فم رئيسنا ، ثم قام . وحين سألته ، بشأن ما همس به إليه ، قال ، الشناق : إن السيد عبد الصمد ، قد لامني أؤمة شديدة ، لأني لم أخبره من قبل بزيارتنا هذه ، وإلا لكان استقبلنا بما يليق بنا . قلت للشناق :

أرأيت أن رئيسنا قد ربى فينا من حسن الخلق ما يعجز كرة عن وصفه اللسان  المرحوم وها هو ذا ، وهو يحتضر ، ما زال يربي فينا حسن الضيافة فلله در فی الرجل ، ولسان الحال يدعو له بالرحمة ، وفسيح الجنان . ترأس ا اتزانه ، وعمق تفكيره ، ونزاهته ؛ وله صلة غير مباشرة ببطل المقاومة المه هگمتانه الصمد الاستقصاء ، تدبير أمور النادي ، بصدق ، ونزاهة ، وهو من مو ، عمل باله مولاي عبد السلام الجبلي . فهمت الأمر ، حين كان الجباي يحكي كي تعمل إسهامات بعض الأحزاب ، بنية أن أسمع شيئا بشأن حزب ، ” الشوری تفاصيل من تجاربه النضالية السرية ، وكنت أستدرجة للحديث عن والاستقلال ” ، غرفتي السابقة أن الأمر يتعلق بحزب رئيسنا ، المرحوم ، تحليل الصمد الاستقصاء . كانت تصريحات ، مولاي عبد السلام ، تعث الشورت بالصادقين ، اليمين ، والصارمین ، بشأن مبادئهم ؛ ولقد شق إسهامات هذا الحزب من فم ، الجبلي ، على هذا النحو : . ” في مراكش كان جل طلبة ابن يوسف استقلاليين ، وقليل منهم كانوا ينتمون إلى حزب الشورى والاستقلال . وقد تبين لنا ، من خلال انتخابات اللجنة ، أن كل أعضائها كانوا منتمين إلى حزب الاستقلال ، ولم يكن فيها شور واحد . فيما في فاس ، كان الصراع على أشير بين الطلبة الاستقلالين والطلبة الشوريين . لذلك ، كان الاستقلاليون متوفين من صعود الشوريين في الانتخابات . وكانت حكومة ، ما بعد حصولنا على الاستقلال ، إئتلافية مكونة من حزب الاستقلال ، وحزب الشورى والاستقلال ، ومن شخصيات تمثل مناطق المغرب . .