آخر الأخبار

مجزرة نيوزيلندا إرهاب نازي بغطاء يميني متطرف

كان يقتل المصلين بدم بارد ويصور جريمته قبل أن ينقل مشهد قتل مسلمين من أعراق وأصول مختلفة استحقوا في نظره ذلك المصير الدرامي لآنهم يختلفون عنه في الدين والاعتقاد ولم يؤدوا أحدا .
العمل الشنيع الذي قام به هذا المجرم العنصري الحقود على المسلمين وربما على كل من لاينتمي لجنسه من البيض الآوروبيين، الذين أحال عليهم في حديثه، ضرب من ضروب الإرهاب الذي يلجأ إليه الجبناء في غفلة من الناس الآبرياء، لكنه إرهاب من نوع خاص ناشئ في أستراليا، التي ينتمي إليها، والولايات المتحدة وأوروبا تحركه العنصرية المتعاظمة والمتجهة نحو راذيكالية لم يوجد مثيل لها إلا في ظل النازية.
اليمين المتطرف الآوروبي والآمريكي يروج اليوم لإيديولوجيا كارثية معبأة للكثير من البيض والمسيحيين واليهود، ويستعمل لهذه الغاية التحولات السكانية الجارية، وأساسا شيخوخة الساكنة البيضاء وزيادة عدد المهاجرين والاختلاط بين الآجناس، بحيث يزرع الخوف من انقراض البيض أو دوبانهم ومن انهيار الحضارة الغربية وانتصار الإسلام وأفول اقتصاد الغرب ومستوى الرفه الغربي بعد ضعود القوى الآسيوية الجديدة، وعلى رأسها الصين.هذا النوع من الخوف يولد الميل إلى الانتقام والعدوان، وفي صلب المعتقدات البروتستانية ذات الطابع الصهيوني في الولايات المتحدة توجد فكرة الانتقام مثلما توجد ترسبات خطيرة في أوروبا لم تدوبها العلمانية والديمقراطية بشكل نهائي.
اليمين المتطرف، وهي الصيغة الملطفة المستعملة اليوم للحديث عن النازيين، صار يحظى بالقبول في اللعبة السياسية وصار متاحا له أن يلج المؤسسات وحتى أن يحكم، كما حصل في بولونيا وهنغاريا والولايات المتحدة وإيطاليا والبرازيل… وصار متضامنا عالميا، لذلك لاعجب أن يعتز المجرم الذي قتل المصلين المسلمين بنيوزيلاندا بنموذجه ترامب وهو مافعله مجرم إرهابي آخر قبله، ولاعجب أن نسمع لوبن في فرنسا أو زعماء اليمين المتطرف في ألمانيا وهولندا وإيطاليا والنمسا يستعملون في خطبهم نفس قاموسه العنصري.
النظام الرأسمالي كما تطور مند سقوط جدار برلين وتفكيك الدولة الراعية وانطلاق ليبرالية متحررة من كل قيد وغير مهددة بأي شئ، مضافة إلى شيخوخة الساكنة الآوروبية أو ذات الآصل الآوروبي ونشاط لوبي صهيوني صار أكثر عدوانية واستهتارا، أمور تسير بالبشرية إلى الخطر مالم ينتصر العقل والتعقل على المشاعر البدائية والغريزية التي تهوي بالآنسان إلى درك الوحش.

محمد نجيب كومينة / الرباط