آخر الأخبار

محمد فكري يرثي الفقيد احمد طليمات

عزيزي احمد طليمات سلاما وتحية
مر اسبوعا على رحيل رفيقي وأخي الحبيب ابن أمي حليمة الدباغ وأبي الفقيه محمد بن التهامي.
لقد تركت فراغا في حياتنا عزيزي احمد طليمات، خطفك منا الموت في غفلة وبسرعة، كلمتك في احد الأيام فأجبتني بكلماتك المعهودة، اهلا بافكري تقولها تحببا وقلت لي هنيئا لك بإصدارك مذكراتك، وتأسفت لأنك لا تستعمل الفايسبوك وانك ستطلب من وحيد أن يجمعها لك، سألتك عن أحوالك فأجبت انا اعيش وحيدا منذ مدة لأن زوجتك لالة فاطمة علقت بأمريكا عند ابنتكما العزيزة غادة، بسبب إغلاق كورونا، قلت لي عييت ابافكري، طيب، جفف، اغسل.. قلت لي اقرأ كثيرا وأشاهد الأفلام الوثائقية وأستمع للموسيقى الكلاسيكية واكتب، أخبرتني انك بصدد الانتهاء من روايتك الجديدة، الولايات المتحدة الامريكية الاشتراكية 2085، مستوحاة من مشاهداتك اثناء زياراتك لأمريكا، تكلمنا عن امريكا في عهد ترمب ومظاهرات حركة السود مهمة، وما تعرفه امريكا من مخاض اجتماعي بسبب تغول الرأسمالية المتوحشة.
احمدنا الجميل افتقدناك وانت مازلت في أوج عطاءاتك، تعدنا بالجديد دوما، كنت ضد النكوصية والظلامية والدغمائية، تحترم الرأي المخالف، تقول الحق ولو على نفسك، كل من تعاملت معهم يحبونك لأنك كنت بحسن سلوكك تحب النظام والانضباط والاستقامة في المعاملة، تكره المراوغة والنفاق الاجتماعي، بحدسك تكتشف من هو الصادق ومن المفتري، لا تهادن أحدا مهما علا شأنه.
فقدناك عزيزنا احمد طليمات وانت أعز اخ واعز حبيب فيك الكثير من امي حليمة الدباغ والكثير ايضا من با محمد بن التهامي. امي حليمة كانت لها صفات الملائكة، كريمة عطوفة حنونة متسامحة، كلماتها تقطر محبة وحنانا، الفقيه با محمد بن التهامي الفقيه السلفي المتنور يكره النفاق ومهادنة الباطل والرياء، كان كريما من الذين يرثرون على انفسهم ولو كانت بهم خصاصة.. قارئا لكل ما يأتي من الشرق من مجلات ثقافية وادبية، وكذلك لما يأتي من الجزائر وخصوصا جريدة البصائر الناطقة بلسان جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي كان يترأسها البشير الابراهيمي، وقد حكى لي كثيرا عن الطريقة التي كان يحصل بها على هذه الجريدة وكيف كان يقرأها في حلقات مع آخرين بطريقة سرية بعيدا عن أعين المخبرين التابعين للبوليس الفرنسي، حكى لي المرحوم الفقيه با التهامي الكثير عن فترة الحماية الفرنسية وعن نضال الحركة الوطنية بمراكش ضد الباشا ملك مراكش التهامي الكلاوي، وعن نضال حرفيي وباعة الثوب في سوق السمارين، الذي مر منه العديد من زعماء مراكش وفقهائها، إما كأصحاب رأسمال أو مساعدين لبعض باعة الأثواب. با محمد بن التهامي كان متفتحا ومتنورا وهذا ما جعله يدخل كل أبنائه للمدرسة ذكورا وإناثا، كافح وناضل من أجل تعليمهم وتكوينهم وترك لهم حرية الاختيار، كان يعامل أبناءه وبناته كأصدقاء وصديقات.. فمن صلب امي حليمة وبا محمد بن التهامي خرج مناضلون سياسيون ومثقفون ثوريون ومربون ومربيات، زرعوا روح التفتح ونور المعرفة في كل من تعلم على أيديهم.
عزيزي احمد انت المتفرد والفريد، في استقامتك في طهرك في حبك للجمال انى وجد.
فلترقد روحك في سكينة واطمئنان، لن ننساك ابدا سنحفظ ذكراك لحين التحاقنا بك.
سلاما وتحية لروح عزيزنا الذي سبقك، المثقف العضوي الذي كان يناضل على كل الواجهات الثقافية والسياسية واحيانا وحده، فتآمرت عليه خفافيش الظلام الذين يرعبهم النور ويقض مضاجعهم.
وسلاما وسكينة ورحمة ومغفرة لروحي أمي حليمة الدباغ وبا محمد بن التهامي المخلدان في جنات النعيم مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
محمد فكري