آخر الأخبار

قراءة في كتاب المسرح المغربي قبل الاستقلال – 5 –

كريم الفحل الشرقاوي 

قراءة في كتاب المسرح المغربي قبل الإستقلال
للدكتور مصطفى بغداد.

التأطير و المأسسة و الامتداد :
رغم ان الممارسة المسرحية في هذه المرحلة لم تتجاوز الهواية و العشق إلا أنها عرفت بعض المبادرات الجادة من طرف بعض الأسماء الفاعلة كعبد الواحد الشاوي و عبد الخالق الطريس و غيرهم من الذين حاولوا تكريس ممارسة مسرحية احترافية لكنها لم تحقق أهدافها إلا في سنة 1952 حيث تأسست آنذاك فرقة تابعة للإذاعة المغربية و هي أول فرقة مغربية تعمل بنظام التعاقد ما مهد لميلاد فرقة التأسيس المغربي التابعة للشبيبة و الرياضة سنة 1953 الأمر الذي سيفتح الباب للاهتمام بالأسس و القواعد النظرية و التقنية و استحضار عامل التأطير و التكوين كمحفز إيجابي للنهوض بالحركة المسرحية المغربية ليتم إنشاء ماسمي آنذاك بمراكز التعبير في كل من الدار البيضاء و الرباط و فاس و الجديدة … كما تأسس المركز المغربي للأبحاث المسرحية التابع لمصلحة الشبيبة و الرياضة تحت إشراف أندري فوازان و عبد الله شقرون و عبد الصمد الكنفاوي و الطاهر واعزيز وغيرهم الأمر الذي انعكس إيجابا على المستوى التقني و الجمالي للاعمال المسرحية .. ويكفي ان نذكر مجموعة من الأسماء التي استفادت من هاته الأوراش المسرحية كالطيب الصديقي و الطيب لعلج وعبد القادر البدوي و غيرهم من الشباب الواعد آنذاك لندرك تأثيرها الحاسم على صيرورة المسرح المغربي و امتداده إلى مرحلة ما بعد الاستقلال .
و لم يكتف الباحث مصطفى بغداد برصد إرهاصات التاسيس وسيرورة الممارسة المسرحية المغربية في مرحلة ما قبل الاستقلال بل حاول القبض أيضا على آليات النقد المسرحي في تلك المرحلة إضافة إلى شروط التلقي و رهانات المسرح الشعري و دينامية المسرح الإذاعي معززا كتابه القيم بوثائق و صور و شهادات و ملصقات و جرائد و مجلات تعكس بجلاء المجهود التوثيقي الشاق و الجبار الذي تكبده الراحل مصطفى بغداد لدراسة و توثيق مرحلة تأسيسية هامة في تاريخنا المسرحي المغربي الحديث .
كريم الفحل الشرقاوي

هامش :
(1) الراحل الدكتور مصطفى بغداد ناقد و باحث في المسرح و شاعر غنائي كبير و الأمين العام السابق للنقابة الحرة للموسيقيين المغاربة . أعتز بتدريسه لي لمادة اللغة العربية بثانوية التادلي بالرباط .
(2) مصطفى بغداد – المسرح المغربي قبل الاستقلال – منشورات الرهان الآخر – مطبعة دار القرويين الدارالبيضاء .