آخر الأخبار

سوق الخميس بمراكش، بؤرة سوداء لترويج الفن المزيف!؟

يوسف العمراني

وأنا أتجول، خلال الأيام القليلة الماضية، بسوق الخميس لبيع المتلاشيات والخردوات بمراكش، أثار انتباهي مجموعة من باعة اللوحات الفنية بالممر المحاذي لباب الخميس، غير بعيد عن ضريح الولي الصالح سيدي البربوشي.

ومن بين اللوحات المعروضة للبيع في هذا المكان لوحات مزورة لكبار ومشاهير الفنانين المغاربة والأجانب الراحلين، مثل صلادي والغرباوي، والشعيبية وبيكاسو، إضافة إلى ماجوريل…

والغريب في الأمر أن باعة هذه اللوحات المزيفة يمعنون في النصب والاحتيال على مقتني هذه اللوحات، التي يبيعونهم إياها بأثمنة باهظة تتراوح ما بين 1000 و2000 درهم، إن لم نقل أكثر.

وهذا الصنف من الباعة، الذي تكاثر كالفطر في جنبات سوق الخميس، في السنوات الأخيرة، يشكل طفيليات تراهن وتقتات من غفلة وسذاجة المشترين، وكأن لسان حالها يقول: “ما حد الغشمة فالبلاد وبامهاود عايش”.

أكثر من ذلك، إن من بين هؤلاء الباعة، عديمي الضمير والأخلاق، من ينتمي إلى الجريمة المنظمة والسرية، التي تتاجر في الفن الراقي، والتي يوجد الوجه الظاهر من جبل الثلج فيها بسوق الخميس للمتلاشيات، في حين توجد امتداداتها الأخطبوطية العفنة والمستترة بمدن أخرى من المغرب، خصوصا الدار البيضاء.

والخطير في الأمر أن هؤلاء المجرمين، مع سبق الإصرار والترصد، لا يكلفون أنفسهم عناء تنبيه المشترين إلى كون اللوحات المعروضة لمشاهير الفنانين هي مجرد تقليد باهت وغير متقن لأعمال هؤلاء الفنانين، مما يؤدي، أحيانا، عندما يفطن المشتري للمقلب الذي وقع فيه، إلى قضايا يبث فيها القضاء، وتختتم بسجن بائع اللوحات الفنية المزورة لبضع سنوات.

وأمام هذا الوضع النشاز، وهذا الانفلات التجاري غير المشرف، الذي أصبح يعرفه سوق الخميس، فإن السلطات الثقافية والأمنية، وذوي حقوق الفنانين الراحلين، موضوع التزوير، وكذا جمعيات المجتمع المدني، التي تعنى بالشأن الثقافي وحماية المستهلك بالمدينة الحمراء، مطالبة، بصفة مستعجلة، بوضع حد لنشاط هؤلاء المجرمين الذين يسيؤون لسمعة فنانين كبار، ويسوقون الوهم لزبنائهم، عبر سلوكيات مشينة، تتمثل في التزوير والنصب والاحتيال “على عينك يا بن عدي”.