110
يوسف الطالبي
الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي فرحة أفسدها الفاسدون
اكتسحت التجربة النقابية الجديدة الناشئة في أحضان الاتحاد المغربي للشغل الساحة، والتف حولها السائقون لما لمسوه من اختلاف في الخطاب والفعل، وكانت الجموع العامة تنعقد بالمئات ( أحد الجموع العامة حضره 500 سائق)، صمت وانضباط منقطع النظير لمتابعة الكلمات وأشغال الاجتماعات، تفاعل المهنيون بحماس مع الشعارات الجديدة المترجمة لتصور جديد وتحليل جديد لأبعاد الأزمة التي يتخبط فيها القطاع. كان الهاجس الذي يؤرق الناس ويتكرر في مطالبهم هو حرمانهم من كل أنواع التأمين عن الأمراض والشيخوخة والمرض والأخطار المهنية، كانوا يشعرون بالأسى والحگرة جراء منعهم من الاستفادة من خدمات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي المعروف اختصارا ب la cnss، وضعنا في المكتب النقابي برنامجا للعمل على هذه النقطة، ولما اصطدمنا بظلم النصوص القانونية المنظمة لهذه الخدمة، قررنا الانخراط عبر المكسب المحقق سابقا من طرف الأجهزة المركزية، تنقلت بصفتي كاتبا عاما بمعية الأخ أمين المال إلى البيضاء، اجتمعنا مع مسؤولين ٱنذاك ورتبنا طريقة لتنظيم العملية، كنا نهدف إلى أمرين اثنين فتح إمكانية أمام السائقين لتأمين ذواتهم وأسرهم من جهة ومن جهة أخرى تعزيز تجذر النقابة وسط القطاع. لكن المفسدين أفسدوا كل شيء. ترامى أحدهم على مهمة الانتقال الشهري إلى البيضاء لتسليم أموال المنخرطين والكشوفات le bordereau، ادعى المعنى بالامر أنه يتنقل شهريا لغرض عائلي وأنه لن يتقاضى تعويضا عن ذلك، والحال أنه كان يخطط لعملية سطو مافيوزية، ضاعت من خلالها حقوق وأموال عدد كبير من المنخرطين.
يتبع