آخر الأخبار

تقديم كتاب محمد بن ولي الله – 3 –

شحيمة عبد الصادق

تقديم كتاب الإساءة والإحسان

في حق من حكم مراكش من النشأة إلى الآن

لقد استدعت هذه الصيغة على مستوى عنونة الكتاب، تصنيف الدول الحاكمةإلى صنفين دول محسنة، وأخرى مسيئة، مما انعكس على فصول الكتاب من حيث الكم  ( المرينيون والوطاسيون ) ،إذ لم تحظ هذه الدول باهتمام الكاتب لإبراز تجليات المساوئ أو المحاسن ، وبالتالي إذا عدلنا عن المفهوم الديني للكلمة إلى مفهومها التاريخي،  نتساءل هل المقصود بها رفض دولة تقوم على الجور والعدوان واللامساواة، أو المقصود العجز عن إقامة دولة وبسط نفوذها على أرجاء جغرافية الوطن ؟ أو أن الأمر يتجاوز هذا وذاك إلى بنيات اقتصادية واجتماعية هشة .

إن الكلمة الثانية  المثيرة في عنوان الكتاب  هي كلمة مراكش، التي يجمع جل المؤرخين أنها أطلقت من قبل المشارقة على أقطار المغرب ، وبالرغم من التوضيح المشار إليه في بداية الكتاب ” لقد رأيت أنه من المجدي أن أستعرض ولو بإيجاز تاريخ هذه المدينة بدءا من أول دولة ….ونقف على الدواعي التي كانت  وراء بناء مدينة مراكش ….. ومن خلال هذا سأتعرض لكل ما جرى  في المدينة من الأحداث  …” الإساءة والإحسان ص 5.

أقول بالرغم من هذا التوضيح الذي يستشف من خلاله التأريخ للمدينة  من خلال ما تعاقب عليها من دول كان الأجدى أن تستبدل كلمة مراكش بالمغرب الأقصى على غرار ما ورد لدى المفكر المغربي عبد الله العروي في كتابه ” مجمل تاريخ المغرب ” وهو يتحدث عن المغرب كمفهوم ” نستعمل كلمة مغرب في هذا الكتاب للتعبير عن المنطقة الممتدة من برقة إلى حدود السينغال وإذا أضفنا إليها الأندلس قلنا المغرب الإسلامي . إذا أردنا ما يسميه المشارقة مراكش ترجمة عن كلمة إفرنجية قلنا المغرب الأقصى ” مجمل تاريخ المغرب  /ج1 ص 32 .

ويضيف في إطار تحديد المفهوم وتدقيقه ” أستعمل كلمة مغرب لم أجد أدق منها
لا بمعنى جغرافي بل بمعنى تطوري حركي  ” نفس المرجع ص 33 .