آخر الأخبار

المرعود.. فاقد الصلاحية في كرنفال الاصلاح

جرت العادة في ثقافتنا الشعبية أن نتداول كلمة “المرعود” باعتبارها حمالة أوجه فهي تأخذ معاني كثيرة تارة تفيد الخوف وقد تعني أحيانا أخرى عدم القدرة على إتخاذ القرار ، وكنا نعتقد في الصغر على وجه التحديد أن كل شخص قادم من فعلة كبيرة يحاول جاهدا كتمها فتفضحه جوارحه بل ملامح وجهه على وجه الخصوص .وبتعبير أدق ماعشناه في أيام الصبا حين تدخل البيت متأخرا و مرتبكا بعدما فتشت عنك أمك كل الازقة والدروب فتسألك :
“مالك المرعود ؟ ياكم درتي شي فعلة ؟”
فتنفي الأمر بحركة رأسك أفقيا ، هذه الصورالمقتضبة بدأت بها مقالي لأوضح بشكل مبسط معنى ومفهوم “المرعود ” حتى نقف على المواصفات السيكولوجية للشخصية المراد تناولها في هذا المقام.
في كثير من الأحيان أتحرى قبل الكتابة حتى لا أتجنى على أحد أو أنعثه بماليس فيه ،فلا أندفع أمام الحالات لألقي بالكلام هكذا على عواهنه . لكن إتضح أن المسؤول الأول على قطاع التعليم وأعتبره شخصيا مهما لمع صورته بعض مرتزقة الأزمات أنه ظاهرة منفردة سياسيا تشكل في قطاع التعليم اندحارا وانحدارا في إستمرارية إستثمار المنجز أو إن شئتم لم يواز حركية وكفاءة سابقه وأنا أعلم أن تصفية هذا الأخير مع كامل الأسف خضعت لحسابات سياسية ضيقة أكثر من أي شيء آخر. بل هناك من يرى أن إخراجه من تشكيلة الحكومة جاءت نتيجة تحريك ملفات ساخنة عمرت لسنوات ومركونة دون أن يجرؤ أحد على الإقتراب منها. فكانت النهاية التي لم يتوقعها أحد. نهاية مسار رجل حرك الراكد من قضايا التعليم وأجمع أغلب المتتبعين على عدم الموافقة على قرار مغادرته للقطاع. بل هناك من تنبأ بنهايته وأن بديله سينسينا كل المؤشرات ،وصدق التنبؤ مع كامل الأسف.
إن صاحبنا بدأ مفرطا في الفرح لدرجة قد تعصف بعواطفه من شدة الدهشة ،لم يصدق يوما أنه بعد وقفته المشهورة أمام مؤسسة خاصة للتعليم لا يدخلها سوى علية القوم، رافعا صوته بمكبر الصوت ومحتجا ضد الزيادات التي اعتمدتها المؤسسة المذكورة وهو يدلي بتصريح بلغة “ماما فرنسا ” موضحا أن المبلغ المطلوب بعملة الأورو يفوق طاقته ، بعدها بقدرة قادر سيصبح وزيرا لقطاع مهم في خريطة المناصب مع بداية شهر يناير2018 حيث اشتهر بانحناءته التي كسرت كل قواعد الهندسة فمال ظهره كأنه انحدار سحيق قاتل، أحدثت سخرية عارمة في أوساط التواصل الإجتماعي. مرورا بتعثره في تتويج نهاية السنة عبر سمفونية متثاقلة ومتعثرة نقلتها كل القنوات الدولية تحت عنوان ” المتوجين والمتوجات ” وهي لم تكن زلة لسان ولا هفوة عابرة بل تبين أكثر من هذا أنه دائما كلما أسرع الخطى نحو الهدف إلا ونسف كل المجهودات .تقتله السرعة نحو الظهور بشكل لا يمتلك إرادته ، وغير قادر على الحسم في الحقيقة ، تفضح حركاته سريرته “كالمرعود ” ،مهما بالغ في ادعاء عكس ذلك ،لقد ابتلينا في هذه الأيام بمسؤولين لايملكون القدرة على الحسم ، لإن هناك من يسخرهم في ظل الضعف المستشري إلى أدوات لقصف كل المكتسبات وجرف كل مايضمن الحد الأدنى من العيش بدعوى تفعيل القانون وتحقيق العدالة ، وأتساءل هل تحقيقها يأتي بالإقتطاعات و بكثرة الضرائب على الطبقة المتوسطة والتخلي عن مطلب نادت به حناجر ذات فبراير 2011 ، كل من رفع صوته ورفع شأنكم لتصلوا إلى مواقع المسؤولية ألم تسمعوا قط بشعار “الضريبة على الثروة ” والذي بقي مشروع قانونها يراوح مكانه عكس كل القرارات العاصفة التى مرت بسرعة البرق بل المضحك المبكي أنها تتم في أيام الأحد يوم عطلة. لا أريد أن أدخل مجال التطير حتى لا أقف على أمور أخرى قد تقضي على ماتبقى لدي من تفاؤل نتمنى أن يكون خيرا أو لنقل “الله يبدل الساعة بخير ” ربما يطول الحديث وسنوغل في التشاؤم لكن.فاقد الشيء لايعطيه. عبثا نحاول في كل مرة جاهدين أن نقنع أنفسنا بأن قطاع التعليم له مسؤول حريص عليه ولا يتوانى في الدفاع عنه والحال كلما سمعت له تصريحا ينتابني الغثيان ،
لا أدري ماالسر في ذلك ؟
ذ ادريس المغلشي.