آخر الأخبار

الصدقة الجارية

 إدريس بوطور 

5560 كتابا و 808 مجلة مختلفة المشارب و 790 قرصا علميا مدمجا هو مجموع ما تسلمته المكتبة الوطنية للمملكة المغربية من أسرة الراحل العالم المغربي المهدي المنجرة باتفاق مكتوب وموقع بين الطرفين ، وقبله تأسست مكتبة علال الفاسي بالرباط بعد وفاته وشملت محتوياتها الخزانة الخاصة للراحل بالإضافة إلى خزانات أخرى اهداها أصحابها إلى المؤسسة ، وتعتبر الآن خزانة علال الفاسي بالرباط من أهم المكتبات العلمية بالمغرب ** كما قام ورثة الأديب المغربي الراحل عبد الله كنون بطنجة بتأسيس مكتبة مكونة من الخزانة الخاصة للراحل وهي من أغنى المكتبات بمصنفاتها ومخطوطاتها بشمال المغرب ، كما تكونت بمدينة سلا مكتبة العلامة ابي بكر القادري بعد وفاته حيث وضع ورثة الراحل خزانته التي تتوفر على 20 الف كتاب ومخطوط رهن إشارة الباحثين والدارسين ، ونفس المسار سلكه ورثة الفيلسوف المغربي الراحل سالم يفوت بوضع مكتبته الزاخرة في متناول البحث الجامعي ** إنها مبادرة جميلة وطيبة عندما تسلم الأسرة خزانة فقيدها إلى المكتبة الوطنية أو تضعها رهن إشارة الباحثين والدارسين ، فهي في نظري كالتبرع ببعض الأعضاء لإنقاذ حياة بشرية ، فنقل خزانة من الملكية الخاصة إلى العموم هو صدقة جارية حقيقية والتي تخلد ذكر صاحبها بعد رحيله ، غير أنه إذا تمعنا في هذه العملية نجد أن الاستفادة من هذه الخزانات الخاصة مقتصرة على فئة معينة متميزة مهتمة بالدراسات الأكاديمية والجامعية العليا مما يفرغها من قيمة ” الصدقة الجارية ” والتي وضعت أساسا للمحتاج مع قصر ذات اليد للحصول على مرجع أو مصدر أو كتاب **لذا أرجو أن يخصص قسط من كتب هذه الخزانات الموهوبة لإغناء مكتبات دور الشباب ومراكز التربية الاجتماعية بالأحياء الفقيرة والتي تعاني من خصاص شديد في الكتب والمجلات ، كما أن السجون في حاجة ماسة إلى مكتبات غنية تساهم في إنجاح التربية الموازية ، هذا الإجراء سيسهم لامحالة في الرفع من أهمية دور الشباب والمراكز الاجتماعية في التربية والتثقيف الفكري والأخلاقي بدلا من حالة الركود والرتابة التي تعرفها هذه المؤسسات التربوية /