آخر الأخبار

الذكرى الاولى لرحيل الاديب إدريس بوطور

المبارك الگنوني 

هامة ثقافية غادرتنا فجريوم الجمعة 11 دجنبر 2020 عن عمر يناهز السبعين عاما:إنه الأديب والكاتب النحرير” إدريــس بـوطــور”مفخرة حاضرة المحيط أسفي والمغرب.فارقنا ذاك اليوم طود عظيم، علَم من أعلام المغرب، مجاهد آمر بالمعروف ناهٍ عن المنكر، محموم بهَمّ أمته، من أكبر الدعاة إلى التحصن بأردية العلوم.

قال ابو العتاهية:

من الناس ميت وهو حي بذكره ** وحي سليم وهو بالناس ميت
فأما الذي قد مات والذكر ناشره ** فميت له دين به الفضل ينعت.

الأديب والمفكر الملتزم والمنظر الحاصف والكاتب الموسوعي الأستاذ سيدي ادريس بوطور لم يمت، مات جسدا وجثة لكن بقي حيا ذكرا وأثرا لعمله النافع كما قال الأستاذ الباحث”عبد الجليل أبوالكلام” ،فالكبار لا يموتون بل فقط يرتاحون في الضفة الأخرى

كان الراحل كاتبا ألمعيا، ولكن لم يكن مِن هؤلاء الذين اتَّخذوا القلم وسيلةً للدنيا، بل كان مربيًا، يدعو إلى الفضيلة بقالِه وحاله، وأخلاقه وسلوكه. كان الراحل من حفَّاظ القرآن الكريم، ومن المؤلِّفين في علومه، ومن الباحثين في قضاياه عبر تدوينات يتقاسمها منذ عقدين مع طلابه ومحبيه. كان رحمه الله إذا بدأ مسألة نحوية،عطف عليها أخرى فقهية، فإذا الفقهية تخرجه الى آية من كتاب الله ، فإذا الآية تدخله في البلاغة، فإذا البلاغة تستدعي بيتا من الشعر،فإذا البيت يحضر معه قائله، فإذا القائل يتحدث عن نفسه وتعرف نسبه ودرجته و طبقته من الفحول.
رحم الله أستاذنا وغفر له، وأسكنه جنات النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء، وحسن أولئك رفيقًا، وجعل الجنة مستقره، فضلًا ورحمة من الله جل وعلا ونعمة، جعل الله علومَه وأعماله جاريةً حتى الحشر في الأمة، ونافعةً له حتى المحشر وما بعده، بإيصال ثوابها من رب الأمة جل جلاله.رحمك الله أيها المنافح عن الوطن واللغة وألهم أهلك وأبناءك وذويك، وإخوانك الشيوخ، والأساتذة، وطلبة العلم، والأمة المغربية في هذا العلَم الشامخ الصبرَ والسلوان.