آخر الأخبار

الدورة الثامنة لمهرجان: الملحون والأغنية الوطنية

جاء في بلاغ صِحفي، الدورة الثامنة لمهرجان: الملحون والأغنية الوطنية، دورة الخبير في مجال الصناعة التقليدية: الأستاذ عبد العزيز الرغيوي، بمراكش من 17 إلى 21 أكتوبر 2022، إن احتفالنا اليوم بالذكرى الثامنة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، جاءت بوحي وإلهام من وعي وطني متجذر، وهو احتفال مبارك ترصد من خلاله جمعية الشيخ الجيلالي امثيرد تظاهرة: “مهرجان الملحون والأغنية الوطنية“، إيمانا منها وتوسلا – أيضا – بشعار هاته الدورة تحت عنوان : ” فن الملحون ديوان المظاهر الحضارية للمغاربة – الصناعة التقليدية نموذجا“، وأيضا بالتوازي مع ما يعرفه ديوان الملحون من أدبيات قد أثرت في الصانع المغربي التقليدي ثقافة وسلوكا، فأضحى ديوان الملحون مُجمَّعا لتراثنا على تعاقب الأجيال المغربية، وتناسل عبقرية الصانع فيما قد أبدعته مواهبه وقدراته في شتى مظاهر الخلود الإنساني. والحديث اليوم عن هاته المظاهر الإبداعية، حديث طريف عن تراث المِهن التقليدية الجميلة، وبقدر غناه وثرائه وعبق التاريخ الذي يضُوع منه، صار اليوم هذا التراث شاهدا آخر من شُهداء حضارة إنسانية مغربية أصيلة وعميقة، قد امتدت جذورها في جمالية العِمارة المغربية، وفي روائِع أخرى خالدة من أصيل فتوحات وبدائع شاعر الملحون إلى يوم الناس.

نعم، فكيف لا يغدو هذا السلوك الحضاري الإنساني فيضا من فيوضات أخلاق شعبنا؟ وأثرا شهما طيبا متميزا من آثار سلوكنا جماعة في السراء والضراء. وما فاجعة زلزال الحوز إلا تأكيدا لهذه المفخرة من مفاخر تعاون أمتنا المغربية المجيدة في كل الفواجع والنكبات، وذلك بفضل السياسة الرشيدة لصاحب الجلالة محمد السادس أمنه الله ونصره. 

إن تراثنا المغربي الأصيل تراث غني بما قد عبر عنه رجل الإبداع، بالكثير من رائع المواقف الإنسانية النبيلة، ومن أزكى وأطهر مشاهد النضال في خدمة قضايانا الوطنية والاجتماعية الراهنة، ومن أجل المحافظة على تراثنا المادي واللامادي، مما حظي اليوم برعاية دائمة والتفاتة كريمة موصولة من منظمة اليونسكو ومنظمة الإيسيسكو، وأيضا مما يُقدَّم من دعم وتآزر من شركائنا المحليين في كل تظاهرة من تظاهراتنا الأدبية والفنية والإبداعية، خلال الموسم الثقافي والفني في بحر كل سنة وهم على التوالي: 

المجلس الجماعي لمدينة مراكش؛ مجلس جهة مراكش – آسفي؛ ولاية مراكش؛ وزارة الثقافة؛ وكل الذين كان لهم حضور فعلي في دعم هاته التظاهرة الفنية الكبرى، وأيضا مما نحظى به من رعاية ملكية سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس – حفظه الله – وهي عندنا اليوم بمثابة الفتح المبين، مشاركةً من جمعية الشيخ الجيلالي امثيرد في نطاق التنمية البشرية الرائدة، التي تُلقَى الأضواءُ عليها في كل مجال من مجالات الإقلاع الاقتصادي والحضاري لبلادنا، مُوضِّحة من خلال الإرشادات المولوية الكريمة، ما يجب أن تكون عليه خدمات المجتمع المدني الحديث، الذي يُعد رئة تتنفس – من خلالها – القِوى الفاعلة في المجتمع المغربي على تعدد شرائحه وفصائله. 

وأخيرا، فقد حرصت إدارة المهرجان – كعادتها – على تنويع فقرات ومواد المهرجان التي تضمنت هاته السنة: أمسيات موسيقية، معرض تشكيلي، نشاط اجتماعي، ندوة المهرجان العلمية، إصدارات ثقافية علمية، وتكريم لثلة أثيرة من رجال الفكر، والعلم، والفن.