آخر الأخبار

الإساءة والإحسان في حق من حكم مراكش-12-

ذكر أسماء القبائل الداخلة في ديانة بورغواطة

بورغواطة ، وجراوة ، وزغاوة ، وزواغة ، والبرانس وبنو أبي قاض ، ونجطة وبنو وعام ، ومطغرة ، وبنو يوزغ ، وبنو دمر ، ومطماطة وبنو وكيست ، وبنو تاسليت ، ومن تدين لهم المسلمين ويعد من القبائل المرتدة : زناتة الجبل ، وبنو تليت وبنو وائسيت وبنو تانیت. مدينة تادلا: مدينة قديمة فيها أثار الأولين ، بني فيها الملثمون حصنا عظيما منيفا ، وهو فيه الأسواق والجامع ، والبلد كله كثير الخيرات والأرزاق ، وأحاطت به القبائل من كل الجهات . مدينة تليث : هي مبسوطة بين القبائل القبلية ، وعليها تمر القوافل وفيها حصن منبع رتبت فيه الجنود ، وحوله الأعناب الكثيرة والثمار ، والمياه المطردة والعمائر . ما أجمع المؤرخون القدماء عليه من أراء عن دولة بورغواطة الآن معمور لقد أجمع من المؤرخين وفي مقدمتهم ابن حوقل والبكري على أن رجلا يعرف صالح بن عبد الله من أصل يهودي من سبط شمعون بن يعقوب بن إسحاق عليهما السلام ، دخل العراق ودرس شيئا من علم النجوم فوصلت منزلته إلى أن قوم الكواكب وعمل التقويم والمواليد وأصاب في أحكامه عاد إلى قومه وادعی أنه نبي ورسول يوحى إليه ، مبعوث إليهم بلغتهم واحتج بقول الله عز وجل : ” وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ” ، ومن فرط جهلهم صدقوه ، واتبعوه ، وامنوا به ، ولما هلك تولي الأمر من بعده أبناؤه وحفدته ودام قيام هذه الدولة أكثر من أربعة قرون . ولشح المعلومات الحقيقية فإن الدارس لتاريخ البرغواطيين لا يمكنه أن يقف عند الأسباب الحقيقية التي أدت إلى قيامهم وكيف كان مسارهم الاجتماعي والسياسي والثقافي ، وكيف كان تعاملهم مع المحيط الخارجي حتى تمكنوا من الصمود في وجوه أعدائهم كل هذه الفترة الزمنية الطويلة وبخاصة مع دولة الأشراف الأدارسة ومن بعادهم حتی كانت سنة 448 ه -1056 م حيث رأي عبد الله بن ياسبن أن محاربتهم بل القضاء عليهم فرض عين ، فأرسل إليهم بوفد يأمرهم بالإقلاع عما هم فيه والرجوع إلى الإسلام والدخول فيه فأبوا واستكبروا وكادوا يقتلون أعضاء الوفد المبعوث إليهم ، فاستعمل ، وا الحرب المرابطين وجمعوا الجموع من كل الجهات التي كانت تحت نفوذهم ، واعتبروا هذه الحرب بالنسبة لهم حريا وجودية ، وهذا ما سهل الأمر على أصحاب عبد الله بن ياسين ومكنهم من القضاء عليهم وإلى الأبد وكان ذلك سنة 451 ھ 1050 م يوم والعشرين من جمادى الأولى ، فقد دارت في هذا اليوم حرب شرسة بين الطرفين تكبد فيها اليورغواطيون هزائم بالجملة . لأن الجيش المرابطي كان أحسن تدريبا ، وأفضل تكويناء وأقوي عزيمة ، وأعز شكيمة ، مما أدى إلى انهيار البورغواطيين انهيارا تاما ، وقد أمر عبد الله بن ياسين أتباعه بتطهير الأرض من وجودهم ، وأن لا يبقوا إلا على من نطق بالشهادتين وأقلع عما كان عليه من الكفر وتاب ، فقتل من البورغواطيين أعدادا لا تعد ولا تحصی وأعطيت الأوامر بقتل حتی حیواناتهم ودواجنهم خوفا من أن تكون ملوثة بكفرهم فسجل هذا اليوم تاريخ إبادتهم ، إبادة لم تبق منهم باقية . وفي نفس هذا اليوم كان استشهاد عبد الله بن ياسين الجزولي رحمه الله . وقيل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة خطب في الحضور ، فبعد أن شكر الله تعالی بما يستحق من شکر وبما هو أهل له ، وأثنى على نبي الرحمة الذي أدى الرسالة ونصح الأمة ، قال ” يا معشر المرابطين إني ميت من يومي هذا لا محالة ، فأوصيكم بتقوى الله تعالى ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ، واعلموا أن هذه الدنيا وزينتها لا تساوي عند الله جناح بعوضة واعلموا أن دوركم في هذه الحياة هو رفع كلمة التوحيد ، والقضاء على الشرك وما يؤدي إليه ، وكونوا أعوانا على الحق ورفع كلمته ، وإياكم أن يظلم عندكم أحد من خلقه ” وكان أخر ما نطق به شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله . بهذه المواقف الإيمانية ختمت حياة هذا الرجل العظيم الفقيه الأجل ، ومن خلال هذه الحرب المباركة غنم المرابطيون غنائم يصعب حصرها من أموال وعتاد ونفائس وملابس وأفرشة وأقوات وسلاح كانت بحوزة الحكام البرغواطيين . وعاد جیش المرابطين إلى مدينة اغمات معززا بالنصر والتمكين ، بعدما ترك في الأماكن التي طهرها من الرجس من يحكم بما أنزل الله الناس ويرفع كلمة التوحيد، فوردت القبائل من كل صوب مهنئة بالنصر المبين على أعداء الله رب العالمين ، فعمرت هذه المدينة بالخلائق وازدحمت أزقتها وضاقت بأهلها ، ولم يعودوا قادرين على الخروج من دورهم والالتحاق بمزارعهم من كثرة الخلائق والدواب التي عمرت جميع أرجائها . فرفعوا أمرهم إلى أبي بكر بن عمر ، حينئذ جمع أبو بكر قبائل لمتونة وشيوخها واتفقوا على بناء مدينة يمكنها أن تتسع لهم ولما بحوزتهم من الأموال الكثيرة ، والثروة الكبيرة .