آخر الأخبار

أسمى الأحاسيس

إدريس بوطور 

( أيقظ شعورك بالمحبة إن غفا ** لولا المحبة الناس كانوا كالدمى ** أحبب فيغدو الكوخ قصرا نيرا ** وابغض فيمسي الكون سجنا مظلما ) ********************* بيتان رائعان من قصيدة أروع للأديب الشاعر المهجري إيليا ابي ماضي الذي كرس فكره وأدبه وابداعه لتحليل عمق الحياة ومغزاها ومعناها ، ودور الإنسان في جعلها حياة وجدانية دائمة العطاء والخير مفعمة بالتفاؤل** ومن خلال هذين البيتين يتجلى للقارئ أهم عنصر ترتكز عليه دورة الحياة ويستند إليه توازنها ، إنه المحبة التي اعتبرها الشاعر الركن الركين للحياة والذي اذا فصلته عنها أصبحت جسدا منخورا دون روح ، وأمسى العيش فيها دون معنى ** المحبة هي أسمى الأحاسيس والمشاعر التي يتوفر عليها الإنسان وهي التي تخمد نار البغضاء وشر النفس المتأجج داخل أعماقه ، فإذا بذل كل واحد منا جهده لزرع المحبة وإبراز أسسها فإننا سنخلق عالما خاليا من الكراهية والاحقاد والضغائن ** وأهم تجليات المحبة الصادقة هي العفو والتسامح ، وغض الطرف عن الأخطاء والهنات ، وصلة الأرحام ، والإحسان إلى الآخر وإن أساء إليك ، وإفشاء الكلمة الطيبة والعطاء دون من أو انتظار جزاء ، كالمطر الذي ينزل بالخير العميم والزهر الذي يرسل عطر النسيم والبلبل الذي يصدح بالصوت الرنيم ، وكل ذلك دون مقابل ** فما نشاهده اليوم ونعيشه من تمزق أوصال المجتمعات والأمم ، وسريان البغضاء بين افرادها هو قمع للجانب المشرق والجميل في النفس الإنسانية وهو المحبة . فلنطلق العنان لصفاء القلب والروح ونقاء الوجدان بالمحبة الحقيقية الصادقة التي تنبذ أنانية الإنسان وتضع حدا للكراهية والعدوان ، من اجل حياة جميلة زاخرة بالحب والخير والعطاء.