آخر الأخبار

آثار التغييرات المناخية موضوع أطروحة بكلية الحقوق لمراكش

التحليل الاقتصادي لآثار التغيرات المناخية على الأمن الغذائي في دول شمال إفريقيا

 

ناقشت السيدة حورية الطويل أطروحة لنيل الدكتوراه في العلوم الاقتصادية تحت عنوان التحليل الاقتصادي لآثار التغيرات المناخية على الأمن الغذائي في دول شمال إفريقيا يوم الأربعاء 6 يوليوز  2022 بكلية الحقوق.  و تم انجاز هده الأطروحة بمختبر الابتكار و المسؤوليات و التنمية المستدامة تحت إشراف الدكتورة فاطمة عاريب أستاذة التعليم العالي بكلية الحقوق و خبيرة دولية في اقتصاد التنمية المستدامة بجامعة  القاضي عياض و تمت مناقشتها بحضور لجنة مكونة من أساتذة مقتدرين و خبراء مرموقين  في مجال التغيرات المناخية و الأمن الغدائي.

و انطلقت هده الأطروحة من كون  الأمن الغذائي شديد التأثر بالمخاطر المناخية في شمال إفريقيا، لأنه يعتمد على الزراعة التقليدية البعلية إلى حد كبير، والتي تلعب دورًا اقتصاديًا مهمًا. ومن المتوقع أن تؤثر التغيرات المناخية سلبا على إنتاج الغذاء، مما يجعل توافره والوصول إليه أكثر صعوبة.

و كان الهدف الرئيسي من هذه الأطروحة هو تحليل الآثار الاقتصادية للتغيرات المناخية على الأمن الغذائي باستخدام التحليل القياسي الكمي متخذا حيزا زمنيا يمتد من سنة 1970 إلى غاية 2018، وذلك بتطبيق معطيات بانل على خمسة  دول من شمال إفريقيا )موريتانيا، المغرب، الجزائر، تونس ومصر(. وبغرض المقارنة اعتمدت السيدة حورية الطويل  المنهج القياسي الكمي متمثلا في منهجية الانحدار الذاتي ذات الإبطاء الزمني (Panel-ARDL) التي تدرس علاقة التكامل المتزامن (العلاقة طويلة الأجل) بين متغيرات الدراسة لكل دولة على حدى، حيث تم التعبير عن محددات الأمن الغذائي كدالة لمتوسط التساقطات المطرية، متوسط درجة الحرارة، انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مساحة الأراضي الزراعية، حجم السكان ونصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي.

وتشير نتائج تطبيق منهجيةPanel-ARDL على أن للتغيرات المناخية أثر سلبي على الأمن الغذائي في المدى الطويل وهذا ما يوافق الطرح النظري، حيث أن ارتفاع درجات الحرارة يؤثر سلبا على الأمن الغذائي ولكنه غير معنوي إحصائيا،في حين أن ارتفاع التساقطات المطرية وزيادة مساحة الأراضي الزراعية وارتفاع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي لها اثار ايجابية على الأمن الغذائي لدول شمال افريقيا، هذا راجع لكون هذه الدول تعتمد على الزراعات البعلية من أجل تحقيق امنها الغذائي.

 وقد توصلت الأطروحة من خلال اختبار نماذج بيانات بانل قصيرة الأجل على عينة الدراسة، إلى أن التغيرات المناخية لها تأثير كبير ولكن مختلف على الأمن الغذائي في البلدان الخمس. وكشفت النتائج أيضًا أن ارتفاع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي يؤدي إلى تحسين القدرة الشرائية، ومن شأنه أن يدعم الأمن الغذائي وأن يقلص من الآثار الاقتصادية السلبية المرتبطة بتقلب أسعار الغذاء. وعليه، سيكون من المهم نهج وتنفيذ سياسات التكيف الفعالة ضد التغيرات المناخية واستخدام سياسات التقدم التكنولوجي للتخفيف من المخاطر المرتبطة بها خاصة على المدى القصير، ولكن الأهم من ذلك هو مكافحة الفقر والهشاشة وتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية في شمال إفريقيا.

و أجمعت لجنة المناقشة على الأهمية  الكييرة لهده الأطروحة على الصعيد الدولي و هنأت السيدة حورية الطويل و الأستاذة الخبيرة فاطمة عاريب على المجهودات الكبيرة التي بدلت من أجل تحقيق هدا البحت العلمي الهام في العلوم الاقتصادية  الذي تطرق إلى موضوع شائك و معقد  و الذي تم فيه ربط اشكاليتين معقدتين التغيرات المناخية و الأمن الغذائي في إفريقيا. و تضاف هده الأطروحة الى مجموعة من الأبحات المهمة في اقتصاد التنمية المستدامة و البيئة التي تم انجازها في مختبر الابتكار و المسؤوليات و التنمية المستدامة بكلية الحقوق بمراكش.