آخر الأخبار

محترف محمد يوقال ….في رحاب فنان

محترف الفنان التشكيلي محمد يوقال، بحي اسول بمراكش العتيقة، امتداد للوحة تشكيلية كبرى، تمتد من مسجد ابن يوسف بساحة زاوية الحضر حيث المنزل الذي رأى به النور، او الفضاء الروحاني الذي ارخى بظلاله على حياة الشاب سيدي محمد ، مرورا بالازقة الضيقة لحي امصفح حيث تعرض دكاكين الصناعة التقليدية مختلف البضائع على الجدران وامام ابوابها ، باتجاه حي اسول بعد مفترق الزقاقين الاول باتجاه ساحة للاعويش و الثاني يؤدي الى حي حارة الصورة التاريخية، فضاء عملت الحاضرة المتجددة، على تنميطه للاسف الشديد.

محترف على مساحة صغيرة لا تختلف عن سائر الدكاكين المجاورة له، لكن الفنان الشاب جعله رحبا بلوحات رائعة بعضها وضع على الجدران و البعض الاخر يحافظ بع الشريف على الارض، لا فرق عنده لان اللوحات هي فلذات كبده و عصارة تربيته التي يمتزج فيها الجانب الروحاني فهو قيم ديني اوقف حياته رفقة شقيقيه في خدمة المسجد العتيق تيمنا بالوالد مولاي الحسن رحمه الله، بالحانب الانساني للفنان الاصيل الذي امتلكته الريشة و الصباغة و الالوان ، آناء الليل و اطراف النهار .

وجدته منهمكا في ترتيب بعض الامور خلفتها اشغال الحاضرة المتجددة، على بوابة المحترف و كعادته اصر الشريف على تناول الشاي داخل المحترف الذي يمكن القول إن داخله مولود و الخارج منه مفقود، رغم ضيق المكان فاللوحات تسبح بك في بحر الفنان سيدي محمد قبل ان يفاجئك بملاحظاته وهو يجزء اللوحة الى لوحات فعين الفنان ليست عادية وهو بين الفينة و الاخرى يعدل كأسا من الشاي بطريقة احترافية لرجل اعتاد منذ طفولته‬ الانطلاق‭ ‬دون‭ ‬حدود‭ ‬متحداً‭ ‬مع‭ ‬المدى‭ ‬سواء في فناء الحي ( زاوية الحضر ) لا يشارك أقرانه شغب كرة القدم، او في طريقه الى المدرسة

المحترف‭ ‬مملوء‭ ‬عن‭ ‬آخره‭ ‬بلوحاتٍ‭ ‬ترخي عليها شمس العشية خيوطا ذهبية، وهي التي تجبر الفنان على مغادرة المحترف وقت الذروة في انتظار تثبيت السقف بالسويقة .

متعة الجلوس مع الفنان محمد يوقال تنطلق من لوحاته الغرائبية و شخوصه المنفلتة من عقال الصباغة قد يظهر لك عمر المختار داخل احدى اللوحات قبل ان تفاجئك صورة الراحلة فاطمة الرگراگي في لوحة أخرى، الحضور الديني وارتباط الفنان محمد يقال بمسجد ابن يوسف وحي زاوية الخضر ان لم اقل المدينة العتيقة ككل يأخذ نصيبه في بعض اللوحات التي يتذكر الشريف معاناته أثناء انجازها .

” احيانا لا تطاوعني الريشة ، لاصرف النظر عن المجال، قبل تلبسني الصباغة دون سابق أنذار لانطلق في اعداد اللوحة ، لا اشعر الا و أنني قد انهيتها ” يقول الشريف بعد ان سلمني كأس شاي و انا الثرثار الذي لا يكفي عن الملاحظات و الاسئلة .

بعض اللوحات استهوت الشريف و استمر ترصيعها باضافة قطع من الثوب و الخشب لحجم اللوحة في ذات السياق الذي انطلق منه، ليس هناك ‬وقت‭ ‬محدَّد،‭ ‬ولا‭ ‬زمن‭ ‬يجب‭ ‬الالتزام‭ ‬به‭ ‬اللوحة‭ ‬تصنع‭ ‬نفسها‭ ‬بنفسها،‭ ‬والعملية‭ ‬الفنية‭ ‬تأخذ‭ ‬مجراها‭ ‬كما‭ ‬تشاء، ‬يجازي محمد يوقال ‬الفكرة،‭ ‬والإلهام،‭ ‬واللون‭ ‬والفرشاة،‭ ‬يؤثر‭ ‬ويتأثر،‭ ‬ولا‭ ‬يملك‭ ‬تحديد‭ ‬وقتٍ‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يخنق‭ ‬الجو‭ ‬الإبداعي‭ ‬وطقوسه‭ ‬بجدولٍ‭ ‬رتيب‭،

كما يختار الوانه و طريقة تحضيرها الاصيلة وهي خصوصيات الشريف الفنان الاصيل