آخر الأخبار

الإساءة والإحسان في حق من حكم مراكش-18-

“السكة”
جاء في كتاب : مراکش خلال العصر الموحدي لصاحبة د . مشتاق كاظم السياح تعريف السكة على أنها عملية الختم على الدنانير والدراهم المتعامل بها بين الناس بطابع من حديد ينقش فيه صور أو كلمات مقلوبة ويضرب بها على الدينار أو الدرهم ا تلك النقوش عليها ظاهرة مستقيمة بعد خلوصه وبالسك مرة بعد أخرى وبعد تقارير الدراهم والدنانير بوزن معين صحیح يصطلح عليه فيكون التعامل بها عددا وإن لم تقدر أشخاصها يكون التعامل بها وزنا والسكة هي التي تبرز الوجه الحقيقي للوضع الاقتصادي للبلد وخلال ذلك يتم رسم صورة حقيقية النوعية التعامل بين الناس يمكن معرفة أهمية النشاط الاقتصادي للبلد أو عدمه . لقد اتخذ المرابطون عند قيام دولتهم عملة نقدية من الذهب والفضة يتعامل بها الناس في مختلف أرجاء البلاد ، وأنشئت لذلك عدة دور لسك النقود وكان أولها ” دار السكة التي أنشأها الأمير يوسف بن تاشفين سنة 464 -1078 م في السنة التي توفيت فيها زوجته زينب النفزاوية وكانت تقع هذه الدار بجنان ابن عقيل عن اليمين من الطريق المؤدي إلى أغمات وبعد الابتعاد بعدة أميال من جنان الصالحة ، وكان جنان ابن عقيل هذا متفتحا ولا يوجد به باب أو مدخل معين بل كانت عليه حراسة مشددة ليلا ونهارا ولا يمكن الاقتراب من المكان إلا برخصة من الدوائر المسؤولة ومن هنا جاءت العبارة المتداولة بين أهل مراکش ” بن عقيل بلا دفة ” . وقد اكتسب الدينار المرابطي شهرة كبيرة وانتشارا واسعا في ممالك النصرانية إذ عرف في قشتالة القديمة والبرتغال باسم ” metcal ” وهي صيغة محرفة من كلمة مثقال باللغة العربية . ولم تقتصر شهرة الدينار المرابطي على ممالك النصرانية في إسبانيا فحسب بل امتدت إلى سائر الدول الأوربية . وبخاصة الشرقية منها . والدينار المرابطي يبلغ وزنه ( 4.20 غرام ) ويقاس هذا الوزن على ما يزن اثنين وسبعين حبة شعير وسط .
“وحدات الأوزان”
لقد عرفت وحدات أوزان أخرى كالرطل الذي يعد أكثر وحدات الوزن استعمالا وكانت قيمة الرطل تساوي 140 درهما كولا أي ما يساوي 437 ، 50 غرام وزنا ، أما الأوقية كوحدة وزن . فكانت تبلغ 62 ، 50 غرام وبهذا يكون الكيلو الواحد الذي يبلغ وزنه 1000 غرام يساوي 16 أوقية أما في الكيل الواحد فقد استعملت وحدات متنوعة كالوسق الذي يقدر بستين صاعا بصاع النبي صلم ” أي ما يعادل الرطل وثلثه . كما استعملت الصحفية كمقياس للكيل وتبلغ 48 قادوسا ، وكل قادوس يبلغ ثلاثة أمداد نبوية فإذا كان المد النبوي يساوي ( 400 غرام ) من الشعير و ( 525 غرام من القمح عند ذلك يكون القادوس الواحد الشعير يزن 1200 غم ) و ( 1575 غم ) من القمح وبهذا يكون قياس الصحفة الواحدة من الشعير 600 57 غم ) و ( 75.600 كغم ) من القمح وقد شاع استعمال وحدة كيل أخرى في أسواق مراكش ألا وهو الربع إذ كان يزن 25 رطلا ) والرطل كما هو معلوم يزن ( 437.5 غم ) عند ذلك تكون قيمة الربع ( 10937.50 أما بالنسبة لقياس الزروع وتقسيم المساحات الزراعية ، فقد استعملت مقاييس أخرى وبخاصة في العاصمة مراكش . منها ( المرجع ) وهو اسم لمقياس زراعي يبلغ ( 04 ذراع – رشاشية مربع ، وبما أن الذراع تساوي ( 54 ) 04 سم ) فمساحة المرجع تساوي ( 6338 م ) وقد شاع مقياس آخر وهو الذراع وذلك لقياس الأقمشة ، وكذلك الأرض وكانت تسمى الذراع الرشاشية والتي تقدر قيمتها ب ( 54.04 سم ) وكذلك القامة التي تساوي أربعة أذرع ، وهذه المقاييس كانت تستعمل في قياس الأطوال . وظلت هذه المقاييس تستعمل في مراكش إلى سنة 1960 م ، حيث كانت الحبال تقدر بالذراع في سوق الشراطین .