آخر الأخبار

هٰكَذا أَنْتَ ، أو تَقْرِيباً ، يا يُوسف !

قصيدة جديدة للشاعر أمال حجي مهداة الى رفيقه يوسف غويرگات

أمال حجي

أَنْتَ ، إبْن البَحْر ، وَإبْن مَوْجه.
مَوْجهُ تَغُوص فِي جَوْفه أَسْماك شَتَّى.
وَأَنْتَ من مَدِينَة الأَساطِير وَالعُمّال .
تُحِبّ السَمَك بِكُلّ أَنْواعه.
وَتَعْشَق السَرْدِين المَشْوِيّ
عَلَى نار هادِئَة !
مدهون بِمِلْح الحِكْمَة
يُغَذِّي لَحمهُ بِلَذَّة البَيان .
وبِشَطائِر مَن طَماطِم ، وفالفل، وَباذِنْجان .
أَنْت تُحِبّ هٰذا وَغَيرهُ .
من مَحار الأَعْماق .
وَتَراتِيل الأَشْواق .
لَحّن الخُلُود فِي سِدْرَة العُشّاق !
أَنْت هٰذا وَغَيرهُ ، وَذاك .
أَنْت بَطَل العُشّاق:
مُرْهَف الإِحْساس .
جَمِيل الرُوح .
لَعُوب فِي حُلْو الكَلام .
هٰكَذا ، إِذا أَنْتَ .

أَتْعَبَتكَ السِنُونَ .
غَيْر إِنَّك دَوما تَبْتَسِم .
تُدارِي ذكرياتكَ المَجْنُونَة .
وَدائِماً ، لا تَتَبَرَّم .
تَسْتَحِمّ فِي خَيالكَ البَهِيج .
تُلَمْلِم أَطْرافكَ .
تُطْلِق سَاقيكَ .
نَحْوَ سَحاب المُدام !
أنت، هكذا، أو تقريبا، يا يوسف !

لا أَدْرِي لِم خَرَجَ هٰذا الكَلام على البورق وَأَنْشُرهُ .
ما أَعْرَفهُ أَنَّ أَشْواقنا لا حُدُود لَها.
أَحْلامنا، مَعَ الخلّان،
من زَبَد البَحْر وَرَغْوَة الغَمام لا تَحُدها الحَواجِز