آخر الأخبار

نظرات في أشعار محمد بن إبراهيم تكرور للدكتور محمد رشيد السيدي- 1 –

ذ . عبد الرحمان الخرشي

اليوم الثامن من شهر مارس 2022 يوافق سنة كاملة على وفاة أخي وصديقي الدكتور محمد رشيد السيدي( رحمه الله )، الذي غادر ديارنا وودع دنيانا على غير ميعاد، وقبل هذا اليوم بقليل( الاربعاء 2 مارس ) كان النادي الأدبي بمراكش قد نظم- تحت شعار الدكتور محمد رشيد السيدي: الباحث الإنسان – حفل توقيع خصه لطبع ونشر كتاب” مجموع شعري من المتن الصحراوي السباعي للدكتور محمد رشيد السيدي “؛ وقد شاركت في هذا الكتاب بدراستين الأولى تحت عنوان” تجربة د. محمد رشيد السيدي ؛ فهذه بعض صور هذا الحفل المبارك، تليها القراءة الثانية في إحياء الشعر المغربي الصحراوي المنسي ” ولطولها سأعدل عن نشرها اليوم، وسأفتح المجال لنشر القراءة الثانية؛ تحت عنوان” نظرات في أشعار محمد بن إبراهيم تكرور( 1245هـ _ 1332هـ ) للدكتور محمد رشيد السيدي.
وقد توخيت من هذا النشر مضاعفة الذكر الحسن والترحم على هذا الرجل الفريد في أخلاقه وجميل فِعَالِه؛ فهذه القراءة الثانية المنشورة في الكتاب، تليها صور من الحفل الأخير

تــقـــديـــم:

كان من ثمرات دوران مطبعة (Infoedition ) أواخر سنة 2015 بمدينة مراكش صدور كتاب نفيس في ما تضمنه من مادة علمية ونقدية وجهد ملموس أن سخر له صاحبه الدكتور محمد رشيد السيدي بعض وسائل النجاح؛ منها: أنه جمع فيه بين الصورة داخل الكتاب، وعلى صفحة الغلاف الأولى؛ وهي عبارة عن صورة حقيقية لباب بيت الشاعر في آخر حياته؛ عبارة عن باب مقفل؛ كناية عن الأبواب التي أغلقت أمام الشاعر من نواحي عدة، وهذا الباب من تلك الأبواب المعبرة عن مستوى جودة الصناعة التقليدية في الفترة التي عاش فيها الشاعر… ووفر لها المكتوب- طباعة – من خلال عناصر: التنظيم، وجودة الخطوط، وتنوعها، والعناية بأدوات الضبط- أحياناً -، وأدوات الترقيم… والعمل على استكناه مادة شعرية- قليلة – بالدراسة والبحث والتحليل والتعليق والخروج من ذلك كله بخلاصات واستنتاجات لها علاقة بالشعر والنقد في فترة معينة من تاريخ المغرب… والكتاب الذي خصه كاتبه بكل هذا وغيره ورد تحت عنوان » نظرات في أشعار محمد بن إبراهيم تكرور( 1245 هـ – 1332 هـ ) «.

أما المؤلف فهو الدكتور سيدي محمد رشيد السيدي أحد مَـنَـائرِ(1) مدينة النخيل، في العطاء التربوي والتعليمي، ورائد من رواد البحث العلمي والأدبي، وعالم بأسرار الدراسة النقدية، وهو عضو النادي الأدبي وأحد الناشطين فيه ومن محركيه من الداخل؛ وما يشهد له بالتعاطي مع البحث المعمق والدراسة الفاحصة في الأدب المغربي المعاصر جهود قوية واجه بفضلها عوادي الضياع والنسيان في إطار ما أطلقت عليه( تجربة د. محمد رشيد السيدي في إحياء الشعر المغربي الصحراوي المنسي ) في دراسة أنجزتها عن كتابه( الشعر المغربي الصحراوي فيما بين القرنين 19 و 20 القبيلة السباعية بحوز مراكش أنموذجا ).

فهذا الباحث- كما عرفته – من جيل الباحثين الجامعيين الذين لائموا في أبحاثهم ودراساتهم النقدية بين أوضاعهم الاجتماعية والعائلية وأصلهم الذي ينحدرون منه في دراستهم الجامعية.. سلك الباحث هذا النهج لكونه الأعلم والأقدر على النبش في جذوره القبلية والعائلية التي ينتمي إليها حالياً، ولغاية الخروج باستنتاجات واقعية، ودقيقة؛ فهو لما كتب عن الشاعر محمد بن إبراهيم السباعي- تكرور -؛ كتب عنه وهو يعرف وجود شح في المعلومات عنه ووجود نقص في المادة الشعرية عنه، عدا تلك المادة الشعرية المتنوعة في موضوعاتها القليلة والتي ظلت مشتتة هنا وهناك، لكنه صمم على جمعها من مظانها بنفسه في حله وترحاله!؛ وأنا متأكد بجد أن ما جمعه الدكتور محمد رشيد من مادة شعرية لهذا الشاعر يمكن تجميعه في ديوان شعري يمكن أن يُعْرَف باسمه؛ لنستمع إلى المؤلف وهو يتحدث عن جهده في جمع مادة هذه الدراسة؛ يقول: »وقع اختياري على جمع ما وقفت عليه من أشعار حبَّرها الشيخ محمد بن إبراهيم السباعي- تكرور – في ثنايا مخطوطاته، بشكل غير مباشر أثناء حضوره في مناسبات، أو مساجلاته لبعض الشعراء أو تصديره لبعض الحِكَم والنَّصَائح، أو ختمياته للعلوم التي كان يدرِّسها في حلقات جامع ابن يوسف بمراكش والقرويين بفاس« (1)؛ وبناء على هذا فالدكتور محمد رشيد السيدي سيكتب عن هذا الشاعر وعن شعره في إطار مشروع يبدو لديه في خطواته الأولى، ويمكن اختزاله في فكرة ظلت تراوده بما عبر عنه بـ: »استجماع تراث بعض الأعلام المغمورين، الذين لم تسلط عليهم الأضواء لسبب من الأسباب « (2)، وكان اختياره الأول أن يكتب عن هذا الشاعر من خلال المادة المستبقاة من أشعاره في المدح السلطاني أو في أشعاره الختمية التي لها علاقة بالزهد والتصوف في إطار ما عبر عنه العنوان( نظرات )؛ فهي نظرات ليس إلا !