آخر الأخبار

مولودية مراكش و أخلاق الوطنية – 9 –

كانت الجرف تسعفنا بتكوين هذه الفرق ، وكنا  ننظم  المباريات في المشور ، لأن خوضها في هذا المكان بالذات له رمز ، ونصرة للملكية . وكانت هناك قبة ” قبة الصويرة ” ، نستعملها مستودعة للملابس ، كان يسود التضامن ، في تنظيم المباريات ، بين هذه الفرق الاثنتي عشرة . كانت كذلك فرقة ، في جامعة ابن يوسف ، تحمل اسم اليوسفية . وكا ، في الحركة الوطنية ، لا نترك أي فرصة تمر ، في ” النزاهة ” ، وفي أي فرح ، إلأ ونتكلم عن الحركة الوطنية ، وعن وضعية المغرب ، وعن تسلط الاستعمار ”  إطار الحدث حدث تأسيس ، ” مولودية مراكش ” حدث له صلة بالبشر ، وأذكره اللحظة ، لأنه يستدعي الانتباه ، ولأنه ، يدخل في السير غير العادي لمجموعة أحدا ، لها ارتباط بالحد الأصل ، إذ ، كلما حدث أمر غريب وجد له ، بعد التفكير ، سابقة مذكورة . والسابقة ، بالنسبة إلي ، أن فكرة الكتابة عن فريقي ، قد راودني منذ مدة . ولو لم تكن السابقة ، لأنتهى كل أثر لهذه الكتابة . كنت أعرف أين أمير الكتابة يحدث ، ولكن لم أعرف كيف ، وحين عرفت كيف يحدث ، لم أعرف متى ، وحين عرفت كيف سيحدث ، ومتى ، لم أعرف أنني سأتولاه ، إلا حينما بدأت أتحی بشأن الوثائق ، والحكايات الشفاهية . وهذا الجانب المجهول ، هو الذي اضمحل فيما بعد ، إذ ، اكتشفت أن جهلي بتاريخ ، ” مولودية مراكش ” ، كان ، في الواقع ، تجاهلا ، أو إهمالا.

كان لا بد من أن أعود إلى حد تاريخي أصل ، تمگن من أن يولد حدوثه ، نتائج هامة . أما الحدث ، فهو ؤض دول العالم ، لحرب عالمية ثانية كانت فرنسا . باعتبارها صاحبة الإقامة العامة في المغرب . طرف ميتا فيه ولذلك ، ولد حدث الحرب الكونية الثانية ، مجموعة من النتائج ، است حوادث أخرى متعددة ، على أن المؤتمر فيها ، بالنسبة إلى ، هو وقوع انفراج في السياسة الاستعمارية الفرنسية ، في المغرب ، نظرا لانشغالات فرنسا الخارجية بقي أن أعلل ، كيف مد هذا الحدث لفعل تأسيس النادي المولودية ” في مراكش إذن ما علاقة الحدث بالحدث ؟ شهد العالم ، بين السنتين المذكورتين ، أي : سنة 1943 ، اجتماع اللجنة التحضيرية ، ثم ، سنة 1945. التأسيس الفعلي ، ” المولودية مراكش ” ، أحداثا ووقائع حدث ، في كل لحظة ، وفي كل مكان من أوروبا التي كانت مسرحا للحرب العالمية الثانية ، منها ما سبق أن ذكر ، في نشرات الأخبار عبر المذياع ، ومنها ما كتب عنه المخزون ، والمبعوثون الخاصون ، والمراسلون المقيمون في بؤر التوتر ، والمؤرخون . إلى جانب هذا ، تتوفر ، الأن ، أفلام وثائقية تجعل المتفرج مشدوهة ، كأنه ، في مظان ما جرى ، في هذه الحرب الضروس ، في أوقات وقوعها . أما الحوادث التي تمني ، ويمكن أن تفي بغرض الحفاظ على . مدلول الكتاب ، فهي التي شهدتها فرنسا ، باعتبارها ، صاحبة الإقامة العامة 9 في المغرب ، ابتداء من سنة 1943 من المعلوم أن الحرب العالمية الثانية ، قد مرت بمرحلتين : المرحلة الأولى دامت ( من 1939 إلى 1942 ) ، تميزت بتفوق دول المحور ، بزعامة ألمانيا فيما كانت المرحلة الثانية ، ما بين ( 1942-1945 ) ، إذ ، انتقل ، في أثنائها ، التفوق إلى دول الوفاق ، وعلى رأسها ، إنجلترا ، وفرنسا ، بعد أن آزما القوى العسكرية للولايات المتحدة الأمريكية ، بژولها في سواحل نورماندي الفرنسية ، سنة 1944 ، واستسلام ألمانيا ، زعيمة دول المحور ، سنة 1945 . إذا ما قمت بتأويل بعض أحداث هاتين المرحلتين ، هل أتمكن من إدراك أبعادهما على تأسيس ، ” مولودية مراكش ” ؟ يبدو ، أن فرنسا كانت منشغلة بهذه الحرب ، سواء حين انهزمت في المرحلة الأولى ، أو حين مدث لها الجيوش الأمريكية يد العوني ، لتنتصر في المرحلة الثانية . فما الذي تولد عن دبي الحرب ، في مراكش ، الأم الحاضنة لنادينا ؟ إذا اعتبرنا حدث الحرب العالمية الثانية ، حدثا أولية ، وأن ما نتج عنه قد حصل في مراكش ، وأن علينا أن تعرفه ، لنرى إلى أي ح أم في فعل تأسيس هذا الفريق ، فتنصت للباحث المغربي ، عبد الله العروي ، الذي يسها بمعلومات عن تعامل الخبر الصحفي مع الحدث ، وما يترتب عنه ، إذ ، يقول : . ” نلاحظ متحري النشرات الإخبارية يحاولون ، أحيانا ، متابعة ما يتولد عن بعض الأحداث ، لكنهم ، يتوقفون بعد يومين أو ثلاثة ، لأن المتابعة الف منطق الخبر الصحفي . إذا تولدت أحداث عن حد أصلي ، نوامیس معلومة ، يمكن لكل ملاحظ مطلع أن يتنبأ بها ، فلا وجة لنشر ما هو معلوم ، افتراضأ ، أي ما هو منتظر ، لا ينشر إلا ما كان مخالفة للتطور المرتقب. ذلك هو الخبر، الذي يحتفظ، بصفته الخبرية، عندما تكون عواقبه غير واضحة.