آخر الأخبار

مولودية مراكش و أخلاق الوطنية – 5 –

تشكل مراکش مخضنا سنيا لقيم التضامن ، من خلال صناديق الأضرحة . وتبرز قيم التضامن ، جلية ، في سلوك مسيري ، ” المولودية ” ، ولاعبياء ومحبيها ، والشغوفين بها ، ثم إن مراکش لم تكن متزمتة ، بل ، عرفث بالمرج والأحماض ، والصواتة ، وطريقة الكلام الحلو ، المخصص للتربية على النفسي ، والمزاح ، والهزل بملح الكلام ، والفرجة ؛ كأن اللغة مأمورة من لن أهل مراکش ، مطيعة ، ومذعن لهم . وهي الخصال ذاتها ، التي ضمنت أخمة وانسجامة داخل المجموعات المتعاقبة على ممارسة كرة القدم ، في ” المولودية ” مراکش ، منبت نمط معماري يتم تطور العمران ، في أيام حكم المرابطين ، والموحدين ، والمرينيين ، والسعديين ، والعلويين . على أن أسرار هذا العمران ضمانات ، أهمها لحسن الجوار ، وهي الضماناث ذاتها ، التي أشعث بانتشار التاژر ، والآخي بين عناصر أجيال تعاقبت على ” المولودية ” . إضافة إلى هذا ، مراکش هي المدينة ، التي لا تضاهيها أي مدينة مغربية أخرى ، في العالية المادية للبنين ، والعلم ، من خلال الأوقاف . فهل كان لهذه الحاضرة موقع قدم ، في اهتمامها بمجموعة من الأنواع الرياضية ، في المغرب ؟ حظيت الحاضرة مراكش ، منذ حوالي 890 سنة ځلث ، بإنشاء الخليفة الموحدي ، عبد المؤمن بن علي الكومي ، المدارس سبق أن جمعت بين من بین الدراسة ، والإيواء ” . وذكر لنا العلامة الجليل ، المرحوم سیدي ، محمد المنوني ، مدرسة العلم ، بالجامع المرتضى : ومدرسة الرحبة ، ويرجح أن تكون أصلا أولا المدرسة ابن يوسف ؛ ثم مدرسة بقصبة مراكش . أما شروط الولوج لهذه المدارس ، في أيام حكم الموحدين ، فتمثلت في توفير المتعلمين على : – سن الصبا ، إذ ، لم يكن يقبل فيها إلا الصبيان . . علامة النباهة ، وسرعة الفهم ، ولذلك ، كان المستفيد من بين الأولاد النجباء ، الحفاظ – المعرفة ببعض مبادئ العلوم .

كان تكوين الطلبة يستغرق ستة أشهر ، وكانت البرامج موعة ، بين جانبين متکاملين : الجانب المعرفي ، وقاعدته الأساس حفظ القرآن الكريم ، والحديث النبوي الشريف ، ومؤلفات ابن تومرت ، وكتاب الموطإ للإمام مالك ؛ ثم جانب التدريب البدني ، والعسكري . ويعترفنا النص التالي ، يمواد التدريب البدني ، والعسكري ، وبرامجهما ، إذ ، يقول : . ” وكان الخليفة الموحدي ، وهو يقصد ، عبد المؤمن بن علي الكومي ، يدخلهم كل يوم جمعة بعد الصلاة داخل القصر ، فيجتمع الحفاظ وهم نحو ثلاثة آلاف ، كأهم أبناء ليلة ، من المصامدة ، وغيرهم ، قصد بهم سرعة الحفظ ، والتربية على ما يريده ، فيأخذهم ، يوما ، بتعليم الركوب فية ويوما ، بالرمي بالقوسي ، ويوما ، بالعوم ، ويوما ، بأخذهم ، بأن يجدفوا على قوارب ، وزوارق ” .

قد يرجح أن تعليم الطلبة ركوب الخيل ، كان يتم في يوم الإثنين ؛ وأن تعليم الرماية بالقوس ، كان يتم في يوم الثلاثاء ؛ وأن تعليمهم العوم ، إما في , أقن ، أو في صهريج أكدال ، كان يتم في يوم الأربعاء ؛ فيما تغليمهم التجديف على القوارب ، والوارق ، في الصهريجين المذكورين ، ربما كان يتم في يوم الخميس ، ليخصص يوم الجمعة ، لسرعة الحفظ ، والتربية على ما يريده الخليفة ، مثلما جاء في النص . ألا يغري هذا النص ، يطرح سؤال يكشف عن مدى معاينة أهل مراکش ، لطلبة الموتيدين ، وهم يمارسون مجموعة من الأنواع الرياضية ؟ ألا يعطي تنظيم هذه المدارس المودية ، الموازي ، بين التكوين العلمي ، والبدني ، انطباعة مفاده ، أن أهل مراکش قد افتحوا على أنواع رياضية ، مثل السباحة ، والرماية ، وركوب الخيل ، والتجديف بالقوارب ، والرواري ، منذ 890 سنة خلت ؟ ألم يكن الانفتاح هذه المدارس على التربية البدنية ، إشعاع ، وتأثير ، في أوساط أهل مراكش ؟ يكفي أن تشتشهد ببيت شعري ، للشاعر ، ابني حبوس الفاسي ، الذي أبى إلا أن يمدح فيه اهتمام الخليفة الموحدي ، عبد المؤمن ، بالتكوين الرياضي ، إلى جانب التكوين العلمي ، لتشوير مدى أهمية هذا الإشعاع ، إذ ، يقول :

و مدارسنا تسع الرياضة لو رأى

سقراط سيرتها لذم الهيكلا.