آخر الأخبار

مفهوم الأمية و علاقتها بالنبي – 12 –

نتيجة وخاتمة
الدعوة لتغيير مفهوم الأمية التي تحمل معنى عدم معرفة القراءة والكتابة
هل يستطيع امرؤ لا يعرف الكتابة أن يفهم مدلول الآية الكريمة الواردة في سورة لقمان: ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام ، والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله، إن الله عزيز حكيم . الآية (26 )؟
هذا التصوير الرائع لفصاحة القرآن ، إنما يختار له المثل الذي يوضحه ويقويه ويضعه أمام أعين الناس جميعا وضعا قويا .لا أمام طائفة قليلة من الكاتبين لو قبلنا بأن الكاتبين فيهم كانوا قلة .فما نزل القرآن بلغة فئة دون فئة ، ولكنه كان للعرب جميعا ، وللناس من بعدهم. وما كان هذا المثل بالذي يختار من بيئة بعيدة . وليس في كتاب من الكتب المقدسة من ذكر الكتابة وأدواتها وحروفها مثل ما هو بالقرآن الكريم ، أو قريب منه .وما كان يمكن ذلك أن ينزل في أمة تجهل الكتابة.
فالأمية ( بمعنى جهل الكتابة والقراءة) في العرب خرافة بنيت على حدث غير صحيح. وبالتالي جهل النبي محمد صلى الله عليه وسلم للقراءة والكتابة خرافة . وهذا ما دفعنا في هذا البحث المتواضع أن ندعو لتغيير المعنى السائد في القاموس اللغوي الحالي واستبداله بالمعنى الصحيح له ، وهو اللفظ المقابل للكتابي في مرحلته التاريخية، وبالضبط في المرحلة السابقة لانبعاث الرسالة المحمدية . هذه المرحلة التي سيتوقف نسبتها للأمة العربية ونبيها محمد صلى الله عليه والسلام وبالضبط بعد اكتمال نزول النص القرآني الكريم الذي امتد على طول عقدين من الزمن . ففي نهاية هذه المرحلة التحولية ، ستصبح الأمة العربية خاصة والأمة التي اعتنقت الإسلام عامة ، أمة كتابية إسلامية .
ويبقى السؤال المطروح بعد الدفاع الإقرار بنفي عدم القراءة والكتابة عن معنى لفظ الأمية هو : ما هو اللفظ اللغوي الصحيح الذي يؤدي هذا المعنى ؟ قبل الإدلاء بما توصلت إليه في ياق بحثي المتواضع أتمنى مشاركة كل من اقتنع بالأطروحة من باحثين في مجال اللغة واللسانيات والمهتمين بجمالية اللغة عموما المساهمة في بناء هذا الركن الغائب في لغتنا العربية والله هو الموفق.