آخر الأخبار

مـحـمـد خـيـر الـديـن

المبارك الگنوني

هو الأديب المغربي الفرنكوفوني محمد خير الدين (1941/1995) المنحدر من منطقة تافراوت ببلاد سوس العالمة . عاش بفرنسا حينا من الدهر زهاء اربع عشرة سنة 1965/1979، وهي الفترة النشيطة المنتجة في حياته الأدبية . كاتب مغمور في المغرب قبل وفاته ، لكنه معروف ومشهور كنار على علم بباريس ، خاصة وقد كان صديقا ملازما للأديب الفيلسوف الفرنسي جون بول سارتر ، والذي كان معجبا بمقالاته وأشعاره التي كان ينشرها بمجلته الشهيرة (الأزمنة الحديثة) . قال الشاعر السنغالي ( ليوبولد سنغور) في شأن محمد خير الدين بأنه من بين أفضل شعراء إفريقيا ، كما وصفه جون بول سارتر بأنه واحد من بين أفضل من يكتبون باللغة الفرنسية .ونظرا لتمرده على العادات والأنظمة الاجتماعية فقد انعكس هذا الطبع على لغة كتابته ،التي جاءت فرنسية معقدة صعبة التفكيك . كما انعكس هذا الطبع أيضا على خط تحريره ، حيث يصعب في كتاباته الفصل بين شعره ونثره ، وكما وصفها احد النقاد الفرنسيين Poémes en prose . كانت أعماله كلها مستوحاة من الثقافة الأمازيغية السوسية التي ألهمته جمالية ابداعاته ، فالانسان السوسي في نظره لا يمكن ان ينسى اصله مهما ترقى في سلم المجد وعاش في أرقى عواصم العالم . مؤلفات محمد خير الدين متعددة شكلت عقدا فريدا من الدرر النضيدة ، لكن واسطتها كانت هي رواية (أكادير) التي أصدرها من باريس سنة 1967 والتي تمحور موضوعها حول ما شاهده من أحداث مؤثرة خلال زلزال أكدير ، منتقدا من خلالها تدبير شؤون المشردين والمنكوبين ، عبرأشعار منثورة واستعمال مكثف لمعجم أمازيغي داخل النصوص الفرنسية . عند ما رجع الى المغرب عاش حياة مضطربة قلقة جعلت منه شخصا مزعجا للمجتمع الثقافي المغربي الفرنكوفوني. وبعد مرور سنوات على وفاة محمد خير الدين سنة 1995 تأسست جمعية ثقافية بأكدير سميت (جمعية محمد خير الدين للثقافة والتنمية) أخذت على عاتقها بعث ابداعاته وترجمتهاالى العربية والامازيغية ونشرها رغم صعوبتها ، وما زالت مستمرة في تحقيق هذا المشروع ، كما شكلت أعماله مواضيع اطروحات جامعية في المغرب وفرنسا.