آخر الأخبار

معبر الگرگرات وفقدان عساكر الجزائر للبوصلة

محمد نجيب كومينة 

مند سنة قام المغرب بعملية امنية ذكية حررت معبر الكركرات الذي تعبره الشاحنات المحملة بالسلع من المغرب الى موريتانيا وبلدان غرب افريقيا من عبث عصابة من الهمج و قامت الهندسة العسكرية المغربية ببناء جدار مكمل اغلق بشكل نهائي الممر الذي كان متاحا للهمج الدخول الى المعبر.
العملية فاجات من يحركون الكراكيز كما فاجاهم الاعتراف الامريكي بمغربية الصحراء و اعتبار الولايات المتحدة مشروع الحكم الذاتي هو الحل الوحيد الواقعي للنزاع الاقليمي بشكل متزامن تقريبا.
مند ذلك الحين حدث متغير استراتيجي جعل حسابات النظام الجزائري الجيوسياسية كلها تسقط دفعة واحدة، بحيث بات المحيط الاطلسي ابعد من ان ينظروا اليه من بعيد، مجرد النظر، الا بادن الدولة المغربية وفي اطار وضع مغاربي غير قائم بسبب عنجهية مرضية للجنيرالات الغارقين في الاوهام والفساد.
و مند حدوث ذلك المتغير الاستراتيجي، الذي حظي بدعم دولي فاجا بدوره الجنيرالات الحاكمين في الجزائر وادنابهم واستمر متعاظما الى حدود القرار 2602 الصادر عن مجلس الامن في نهاية الشهر الماضي، فقد النظام الجزائري البوصلة نهائيا وصار يخبط خبط عشواء ويتصرف تصرف المجانين.
ذلك انه دفع بدميته ابراهيم غالي ليعلن عن تنصله من اتفاق اطلاق النار الذي وقعته البوليساريو مع الامم المتحدة، وليدفع بعدد من الصحراويين الى الموت المحقق في ظل معطيات عسكرية ميدانية تغيرت جدريا مقارنة مع ماكان عليه الامر قبل ثلاثة عقود، وايضا في ظل معطيات سياسية وديبلوماسية جديدة ، تجعل كفة المغرب غالبة بشكل واضح تمام الوضوح، اذ فقد النظام الجزائري و مرتزقته القدرة على التحرك ضد المغرب ووحدته الترابية كما كان عليه الامر في وقت سابق حتى داخل الاتحاد الافريقي.
فقدان النظام الجزائري للبوصلة بشكل نهائي وشعوره الحاد بان الامور في الصحراء المغربية و ايضا على المستوى الاقليمي تسير بسرعة متجاوزة قدرته على المسايرة، بعدما لم يستطع تجاوز تبعات العشرية السوداء بالرغم من اهدار الملايير من الدولارات ودخل في مرحلة جمود وفراغ طويلة ثم هزة الحراك الشعبي، جعلاه يقدم على خطوات حمقاء خرقاء تجاه المغرب جعلته يظهر امام العالم بمظهر النظام الهش المهزوز دون ان تلحق ضررا بالمغرب، بل انها وفرت للمغرب اوراقا اكد من خلالها للعالم المتحضر ان من يحكمون الجزائر خارج التغطية ولا يمكن لاحد ان يثق بهم وان الجزائر اليوم هي اصل مشاكل الاقليم الذي نوجد فيه، لأنها تجر الى الوراء ويخلق نظامها داخليا واقليميا مشاكل من شانها ان تخلق تعقيدات اضافية.
النظام الجزائري الفاقد للقدرة على التفكير السوي، خصوصا بعد ان تاتت السيطرة داخله لجنيرال مصاب بالخرف الجنوني، احرق اوراقه بسرعة خيالية معتقدا انه بذلك يمكن ان يؤثر او يزعج او يجعل العالم يعطي للنزاع الاقليمي بمنطقتنا حجما اكبر، لكنه فشل فشلا دريعا، ومجيئه بالعمامرة لم يساعده على تجاوز الفشل، بل اغرقه فيه، لان الرجل يخلط بين الديبلوماسية والحقد والخبث والنزوع الى الانتقام ممن تولوا الخارجية قبل عودته، ولذلك وجد في اشهار الحرب اخر الاوراق التي يمكن ان يستر بها عورته، لكن اشهار هذه الورقة، كما يفهم ذلك كل عاقل في الجزائر وفي غيرها، ليس هو استعمالها. اذ ان استعمالها يتطلب جملة من الشروط التي تؤكد كل المعطيات ان الجزائر لا تتوفر عليها، لكن جنون الجنيرال ومن يسايرونه و ياتمرون باوامره خوفا، بعدما اظهر ميوله الانتقامية ضد الجنيرالات انفسهم والمعارضين السياسيين و القبائليين والناس اجمعينن ، امور تدعو الى الحذر . فالمجانين لا يتصرفون تصرف العقلاء، وقد لا يقدرون خطورة مغامرة الرمي بانفسهم او بمن هم تحت امرتهم في النار الملتهبة