آخر الأخبار

مراكش الف حكاية و حكاية لعبد الله العلوي

                  طوطوغماري

من أشهر الحلقات التي كانت معروفة في عهد الاستعمار حلقـة ” برغوث ” وهو شخص كان يتظاهر بالحديث إلى ( شيء ) ما تحت منديل يضعه أمامه يسميه ( طوطـوغـمـاري ) ، ويطالبـه بـأن يحدثـه عـن الغائـب ! وسرعان ما تحـول برغوث إلى مسعف أو ممرض فيما بعد ، وانتقلت حلقته التي عرفت بـ ” طوطـو غماري ” إلى شخص يدعى « منخـر الجحش » بعـد أن ” يكلم ” الشيء الـذي تـحـت المنديل يدخل مسمارا ضخما في أنفـه فيصيب المتفرجين بالرعـب ويـهـرب البعض منهم . ثـم ” قلـوش ” وهـو فـنـان كبير ، تـوفي عـن عـمـر تـجـاوز الـقـرن ، مارس تنشيط الحلقة – كمـا يقـول- لأكثر من 80 عاما ، أنه أول حلايقي في ساحة جامع الفنا ، ودخلها منذ سنة 1932 ، ووجد في الساحة شخصين هاويين يمارسان الحلقة . وكان هو المحترف الأول والوحيد و زاول حتى قبل وفاته بقليل ، كان حفاظا لقصائد الملحـون . يقـول عبد الوهاب الدكالي المطرب المشهور ، إن قلوش ألهمه لحـن أغنية ” كان ياما كان ” . وكان قلوش يستعمل آلة أو طبلة مجلدة من الجهتين كالتي يستعملها فنانو هوارة وتسمى الدف . كذلك يمكن اعتبار ملك جالوق أو ملك القصدير من كبار الحلايقية المخضرمين في الساحة ، فقد مارس الحلقة في العهد الاستعماري وبعد الاستقلال . كان يمثل ، ويغني ، ويحاور ، ويتكلم باسم البطل ، والسنيد ، والبطلة . والشرير . وكان لـه عكازيستعمله سيفا ورشاشـا ، ولم يلبس حذاء قط أو نعلا في قدميه الضخمتين ليس فقراء فقد كان دخله جيدا ، بل لكون رجليه تحتاجان إلى حذاء خاص واستثنائي ، لايوجد من يصنعه ! ثم هناك ميخي أو ” ميكي ” وحلقة ” الصاروخ ” ، هذا الشخص أسس حلقته على السب والشتم الذي يستهوي بعض المتفرجين فلا يغادرون حلقته إلا بعد أن يغادرها هو هاربا راكبـا دراجته النارية ، بعد أن يكـون قـد جمع ما تيسر من المال . والحلقة في الساحة ثلاثة أنواع : – الحلقة الفردية التي ينشطها فنان واحد . الحلقة الثنائية التي ينشطها ثنائي . – الحلقة الجماعية التي ينشطها جماعة تتألف من 3 و 5 أشخاص فأكثر . فحلقات الحكي كلها فردية ، وكذلك حلقات الوعظ والإرشـاد وبيـع الـدواء والتعاويذ ، بينما حلقـات الحـوار والتنافس بين العروبي والمـديني ، أو بين ” باقشيش ” ابن المدينة ، وباقشيش ابن البادية ، أو حلقة الشرقاوي وابن فايدة ذات الأهمية والشهرة كلها حلقات ثنائية . أما حلقات الغناء والألعاب الرياضية فهي جماعيـة لكـون الفريق الغنائي -مثلا- يحتاج إلى عـدة عـازفين . وقـد نـجـد الفردية أو الثنائية في حلقة العزاء في مطرب وحيد يعزف على العود، أو ثنائي عواد مع ظىابكي أو ضابط إيقاع .