322
يتساءل كل مهتم الآن:
متى ستنتهي جائحة كورونا في العالم ؟ وبأي صورة سيصبح العالم ما بعد كورونا؟
تفيد الأرقام المتصاعدة الآن في آسيا وفي الغرب الأوربي والأمريكي، وبنسب ضئيلة في إفريقيا أن الجائحة، وعلى الرغم من مجهودات الحجر الصحي وتطوير البحث العلمي لتطويق جموحها، ستستمر مع أفول سنة 2020. وقد يكون من الصعب التكهن بنهاية مرتقبة لهذا الوباء مع توقف عداد الإصابات طالما أن الآثار الاقتصادية ستظل مستمرة في وقت استقر فيه اقتصاد العالم على نقطة الصفر.
وقبل السفر في مستقبل عالم ما بعد كورونا، من الضروري الآن، الاستئناس بالمعطيات الوافدة لتحصيل واقع الحال التالي:
أ- انهيار الاتحاد الأوربي. ولقد كان إحراق علم الوحدة الأوربية في إيطاليا دليل إدانة لنظام نيوليبرالي قائم على البراغماتية والتقنية والتجارة والاقتصاد.
ب. تفكك نظام العولمة الذي تتحكم فيه شركات المونوبول والتروستات والمصارف والمؤسسات المالية العانية بمؤشرات البورصات والأرباح واستقرار النمو الاقتصادي واستقرار الأسواق وانتعاش أسهم الشركات بالبورصات. في مقابل ذلك، سياسات عمومية تقلص من الدين العمومي على حساب قطاعات اجتماعية مهمة كالصحة والتعليم أمام هجمة عاتية لثالوث: النفط/الدولار/البورصة. كورونا كانت وحدها القادرة على تحطيم هذا الثالوث الفزاعة والعودة بالإنسان إلى مجاله الاجتماعي، الصحي والأسري. فضلا عن تفكيك مفهوم “الأسرة الدولية”.
(يتبع)
الدكتور عبد الوهاب الأزدي / الرباط