آخر الأخبار

ليس تطبيعا و لا هم يحزنون

محمد نجيب كومينة 
نشر الاتفاقية الثلاثية يوم 17 ما من طرف وزارة الخارجية الامريكية يضع حدا نهائيا للمناورات اليائسة الهادفة الى اسقاط الاعتراف الامريكي بمغربية الصحراء واعتبار الولايات المتحدة الحكم الذاتي هو الحل الوحيد الذي يجري على اساسه التفاوض لحل النزاع المغربي الجزائري.
النشر يعتبر انتصارا استراتيجيا للمغرب في هذا الوقت بالذات الذي تتكالب فيه عليه اكثر من جهة و في الوقت الذي يحتاج فيه الى هذا الدعم الكبير كي يقف بقوة وصرامة في وجه المتكالبين الذين دخلوا في تحالفات، هشة بالتاكيد، لن تثنيه عن الدفاع عن وحدته الترابية بكل ما اوتي وعن السعي الى استكمالها باسترجاع مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين من طرف المستعمر الاسباني ومعما مختلف الجزر المتوسطية المغربية.
المغرب قادر على تدبير التزامه بمساندة نضال الشعب الفلسطيني في مواجهة المحتلين القادمين من مختلف بقاع العالم وبين الدفاع عن حقوقه في اراضيه التي انتمت تاريخيا للوطن المغربي و تم احتلالها من مستعمرين قادمين من اوروبا، من يرغبون في خلق الخلط لا امل لهم في ايجاد المنطق، فالمغرب قائم كبلد وكدولة مند قرون وظل مند قرون يحارب المستعمرين ومحاولات الاستعمار و ينهزم في بعض الاحيان وينتصر ويحرر اراضيه في احيان اخرى، بحيث ترسخت هويته في سياق دفاعه نفسه و عقد التحالفات التي تخدم مصلحته والتي خلفت اتفاقيات لها مفعول الى اليوم، ومن بينها تلك التي عقدها مع الولايات المتحدة وتم الاحتفال بمرور 200 سنة على عقدها باحدى اقدم التمثيليات الديبلوماسية الامريكية في العالم بطنجة يوم 17 ماي ايضا.
المغرب يفكر في مصالحه ويتصرف في ضوئها ببراغماتية تليق بدولة راسخة دون ان يتنكر لالتزاماته العربية وفي مقدمتها تلك المتعلقة بحق الشعب الفلسطيني في وطنه وبناء دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس، و ليس هناك تناقض، وكما يعرف الجميع، فقد تصرف المغرب بقراره المستقل عندما اغلق مكتب الاتصال الاسرائيلي سابقا كرد على القمع الهمجي ضد الانتفاضة الفلسطينية والاعتداء على المسجد الاقصى وتهويد القدس.
الان الاتفاقية ثلاثية و من بنودها الموقف الامريكي بشان صحرائنا ولذلك تتسم الامور بتعقيد لم يكن موجودا، ولذلك ايضا عمل المتكالبون على اسقاط الاتفاقية لا سقاط الاعتراف الامريكي بمغربية الصحراء وليس بالتطبيع الذي لاجديد فيه كما يعرفون جيدا