آخر الأخبار

قراءة في كتاب التجربة و الرؤيا : عبد الكريم الطبال نموذجا لعبد اللطيف سندباد – 7 –

عبد الصادق شحيمة

يفتتح الباحث تحليله للقصيدة منذ الصفحة الأولى ص83 بأحكام قيمة انطباعية جاهزة سأورد نماذج منها كالآتي :

1-تندفع في شكل من أشكال اللغة ذات سمات متماسكة ومكثفة وتخييلية  ص83

2-وبهذا بالضبط تكون لغة وموسيقى قصيدة ” مرآة ” ترسخ المدهش واللامألوف ،وتبعث تجددا وتميزا ص83

3-إن قصيدة مرآة قبل أن تستوي وتندفع إلى التجلي عبر حرارة التجربة لا شك أن وراء مبدعها عوالم منظورة وغير منظورة ،قطع من خلالها الشاعر دروبا طويلة عسيرة ،في مسالكها غير يسيرة ” ص84 .

لنتبين  هذه القافية في قصيدة أخرى بعنوان إلى الفرس من ديوان الأشياء المنكسرة

يا فرسي التي تلدني حين تطير بي كالحلم

تنشرني أمطارا في النبات اليابس

تزرعني أصواتا في الأنهار

ترسمني على أجنحة الفراش العاشق

تبعثني أمواجا في البحار

تكتب اسمي في حناجر  الرجال .

في الصفحة 88 يتم الانتقال إلى الحديث عن لغة القصيدة فيما يقارب ثلاث صفحات ، تقدم فيها تأويلات للباحث مشروعية تقديمها ،إلا أن السؤال المطروح هو لماذا لم يتم ذلك على سبيل المثال في إطار الحقول الدلالية (حقل الماء مثلا ) أو ما اصطلح عليه الشاعر أحمد بلحاج آية وارهام بشعرية الطبال وشعرية الماء في مداخلة له بمناسبة تكريم الشاعر إثر تسلمه جائزة تشيكايا أوتامسي للشعر الإفريقي . فالقصيدة منذ سطرها الثاني تعلن عن حقل التحول بناء على الفعل المضارع يتحول ، وحقل الحياة (سحابات )ناهيك عن نتيجة التحول (النهر) ،والصهيل /الصوت العلامة الفارقة في ميلاد البشرية بين الموت والحياة ،أو أن يتم بناء على تأطير اللغة الشعرية ضمن  ثنائية الحياة والموت كما تثيرها الأسطر الثلاثة الأخيرة من المقطع الشعري الأول .

يركز الباحث في المقطع الشعري الثاني من القصيدة الصورة الشعرية ، وعلى أهمية الرمز لدى الشاعر الطبال باعتباره من أفضل الطرق والأدوات للإفضاء عما يرغب في التعبير عنه ،ولأن الطبال من ثلة الشعراء الذين يمارسون التخييل اعتمادا على النسق الرمزي ،هذا النوع من التخييل الذي لا تستطيع الاستعارة القيام به ما لم تكن رمزا ،إذ الرمز غني الدلالة ولا يشتغل مفردا ضمن ثنائية على عكس الاستعارة .

مرة أخرى وعوضا عن أن يتم التركيز  في تحليل الصور الشعرية الواردة في القصيدة بناء على ما تضمنته من رموز ومن عالم رمزي في مقدمتها عنوان القصيدة مرآة التي تسوق المتلقي عبر دينامية التخييل والتحليل إلى الماء الدال على الموت  ، إلى نقيضه الدال على الحياة ،ينشغل الباحث بالحديث على علامات الترقيم أو الاستفهام والنداء ،ويسقط على غرار ما سبق في عموميات تقبض على السراب وينفلت من بين يديها جوهر العملية التحليلية .

على سبيل الختم :   ملحوظة متعلقة بلائحة المراجع

يكتب الباحث عبد اللطيف سندباد ،  وطبعي أن تتم في البحوث العلمية الرصينة بله الأكاديمية الإشارة إلى الكتابات السابقة في الموضوع بهدف تحديد موقع كل ما سيستجد في الموضوع ،إلا أن الملاحظ بهذا الصدد هو :

1-تتوقف مراجع الباحث في التسعينات من القرن المنصرم،  وتنعدم الإشارة إلى ما كتب بعد هذا التاريخ وهو كم هائل يعبر عن تطور مدهش في مجال قراءة المتن والمنجز الشعري المغربي الحديث والقديم ،كان حريا بالباحث الاستفادة منه على مستوى التحليل .

2- تفتقر لائحة المراجع كذلك إلى ما كتب عن الطبال منذ ثمانينيات القرن المنصرم وما قبلها وما لا يزال يكتب عنه إلى الآن .

( انتهى )