آخر الأخبار

فرنسا الكولونيالية

إدريس المغلشي


يبدو من خلال النقاش الذي تدور رحاه بفرنسا بسبب لعبة كرة القدم ومواجهة منتخب المغرب لمنتخب فرنسا.أن كثير من القنوات لم تكن محايدة في الطرح . لكن الجميل في كل هذه الأحداث أن يكون الرد محليا من بعض مثقفيها ليحسم سؤال التعالي وخطاب الكراهية والدونية للآخرين.أغلب من فضحوا ازدواجية الخطاب لدى فرنسا أبناؤها رغم أن هناك ملاحظة جديرة بالطرح والدراسة معا.حين تدقق في طلب من يرفعون شعار “فرنسا أولا ..”ترى أن أغلبهم ليسوا فرنسيين أصلا لتتساءل مع نفسك هل هي مطالب بريئة أم أن اصحابها مسخرين لواد حلم الوطن الموحد ؟ أم مجبرين بحكم وضعيتهم الخضوع لضغط تبرئة الذمة لدى الغرب والتعبير ببلادة على أنهم قادرون على الانصهار في هوية أجدها بصريح العبارة مجرد خليط من الأجناس بالغ التعقيد يستحيل فك شفراته وتعقيداته .
فرنسا الكوليانية لاتعير اهتماما للشعارات التي ترفعها بل تستطيع ان تقف على تناقض بين الخطاب والممارسة فسلوكها اتجاه كل الأحداث التي تقع على ارضها دون الكلام عن مواضيع خارجية تحشر أنفها بفضول فج .كل مايسيء لصورة الحضارة تلصقه بأعراق أخرى وكل فوز او انتصار فهو لفرنسا الأم .صرح ماكرون عقب فوز فرنسا على المغرب في مباراة النصف “إنه انتصار مستحق ومتوقع بعدما أتعبتنا المواجهة منتخبنا خليط من أجيال مختلفة شكرا ديديي ديشان الذي فازكلاعب بكأس العالم وكمدرب وهاهو في الآن بالنهاية” دون ذكر الآخرين . فعلا خليط من الأجناس وليس الأجيال ولو تأملنا مكونات الفريق لوجدنا غالبيته من دول أخرى فالفرنسيون بالكاد ثلاثة أو اربع لاعبين مع جهاز بالكامل فرنسي . لم نكن موفقين في المباراة لأمور خارج حسابات الرياضة .صحيح ان النتيجة ساهمت فيها عدة عوامل خارج منطق التوقع بعدما ظلمنا التحكيم و ضاعت منا فرص وغاب الاحتكام للفار في ضربتي جزاء وعاكسنا الحظ مرتين .
فرنسا صاحبة شعارها الخالد المبثوث في عملتها (حرية_ مساواة _أخوة ) يبقى مجرد كلام في الهواء يزين عملتها لاغير فالواقع يكتنفه كثير من الغموض والازدواجية في المواقف وتحتاج لمراجعة سلوكهاالسياسي اتجاه الآخرين. فدعاة طرد الأجناس الاخرى من فرنسا بمنطق التطهير يزايدون على بعضهم البعض بمنطق سياسي فج يعري واقعا مأساويا لنمط التفكير الانتهازي. يريدون الانتصارات لكن بدون التحدث عمن حققها والعالم يتابع أن فرنسا أمامها تحدي كبير لاتستطيع الدخول فيه. لو سلمنا بهذا الطرح الإقصائي وخروج كل الأجناس وهو أمر مستحيل ماذا سيبقى في بلد متهالك نسبة شبابه لايقدر على مواجهة كل التحديات ومحطة كورونا كشفت حقائق صادمة.