آخر الأخبار

غزوات الرسول ( صلعم ) ـ 2 ـ

فخرج -عليه الصلاة والسلام- على رأس كتيبة من المهاجرين والأنصار يبلغ عددهم ثلاثمئة وسبعة عشر رجلاً، ولكن الأخبار وصلت إلى مكة فخرجت قريش بجيشٍ قوامه ألف وثلاثمئة رجل على رأسهم أبو جهل، والتقى الجمعان في موقع بدر، وبدأت أحداث المعركة بمبارزة بين ثلاثة فرسان من كل جانب، فانتصر الفرسان المسلمون وقتلوا فرسان الكفار، ثمّ التحم الفريقين وحمي وطيس المعركة، وعلى الرغم من قلة عدد المسلمين وعتادهم إلا أنّ الله -تعالى- نصرهم نصراً مؤزاً في تلك المعركة، حيث قتلوا سبعين رجلاً من الكفار، وأسروا سبعين آخرين، وولى جيش قريش هارباً.[٤] غزوة أحد وقعت غزوة أحد في شهر شوال في العام الثالث للهجرة، حيث خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على رأس جيش قوامه ستمئة وخمسين مقاتلاً للتصدي لجيش المشركين الذي كان قوامه ثلاثة آلاف مقاتل بقيادة أبي سفيان بن حرب، وحدث القتال في منطقة أُحد التي تبعد عن المدينة المنورة ثلاثة أميال، وترتب على هذه الغزوة استشهاد سبعين صحابياً، وإصابة أربعين آخرين، ومقتل ثلاثين مشركاً.[٥] غزوة الأحزاب وقعت غزوة الخندق في العام الخامس للهجرة، بعد أن قام يهود المدينة بتحريض كفار قريش على الهجوم على المدينة المنورة وإبادة المسلمين فيها، فخرجت قريش عن بكرة أبيها، وخرج معهم أهل تهامة وكنانة، ولحق بهم بنو سليم، وقبائل غطفان، وبنو أسد، واجمتعت أحزاب الكفر في جيش قوامه عشرة آلاف مقاتل، ولما وصلت الأخبار إلى المدينة المنورة، انقسم أهلها إلى قسمين؛ القسم الأول: هم المؤمنون الذين تلقوا الخبر بيقين وعزم وقوة إرادة، فقال الله -تعالى- عنهم: (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا)،[٦] ثمّ توكلوا على الله تعالى، وأخذوا بالأسباب، وقاموا بحفر خندق حول المدينة وحرسوه.[٧] والقسم الآخر: هم أهل الرّيب والنفاق الذين قال الله -تعالى- عنهم: (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا)