آخر الأخبار

صناع اليأس والموت

إدريس المغلشي


أفل وهج السياسة منذ زمن بعيد ، بعدما تخلى المنتخبون عن المواطنين ليواجهوا وحدهم تحديات وصعوبات الحياة بلا تأطير ولا دفاع .مما خلف صورة من التذمر لم تعد تغري الشباب بالانخراط.احتل مواقع المسؤولية مجموعة من لصوص الرأي ومحتكري المشهد لزمن طويل دون ان يفتحوا نوافذ للأمل في صفوف الجيل الجديد.لقد قدموا اسوأ نموذج للتدبير واحتكروا الساحة وورثوها لعائلاتهم .عشنا وشفنا المغرب يشهد متناقضات تفوق التصور فكلما تعززت الثقة في هيئة سياسية بعد انتخابات إلا وانتقمت من ناخبيها وكسرت طموحهم على صخرة الانتظارات واصيب الجميع بالاحباط فتقلص معه منسوب التفاؤل.خيبةأمل كبيرة همت كل مرافق الحياة وصرنا نفكر اكثر في التخلص من هذه الحكومة كانها سرطان دخيل اربك حسابات جسم المجتمع فهجره النوم ولم يعد الجميع يهنأ بالعيش الكريم .الأمثلة كثيرة تفاوتت صرخاتها في كل المواقع و لم تعد هناك فوارق، الكل متذمر من مستوى كلفة المعيش اليومي ولم تعد تصمد معها وعود الحكومة واصبح الافق مرتبكا يحتاج لقرار ووضوح. لكن الغريب في كل هذه الاجواء المشحونة بالغضب والتوثر. خرج علينا بعض الوزراء في اجراءات تنم عن عدم أهلية وغياب الكفاءة وتأكد بالملموس أننا امام عناصر عديمي الخبرة والتجربة لأنهم فاقدي السندالشعبي وغير قادرين على القيام باجراءات ملموسة. تبدوهذه الحكومة في المحصلة النهائية مجردة من الرصيد النضالي للدفاع عن حقوق الغلابة والمستضعفين .
حدثان هامان برزا في الايام القليلة الماضية التي ودعناها واقعة المرحوم جواد أحمد التي ادمت القلب وشعرنا من خلالها ببؤس المسؤولين وعدم قدرتهم على التحرك في الوقت المناسب لتطويق الاشكال . وبرهنوا على محدودية التفكير وسوء تدبير .فحين يقدم فنان على عملية خارج المنطق باحراق نفسه وهو معتصم أمام باب وزارة الثقافة المغلق في وجهه لمدة ليست باليسيرة .فنحن في أزمة تواصل قبل ان نتكلم عن موضوع الإشكال.الوزير الشاب الذي يشرف على قطاع الثقافة ياحسرة ..! والذي نزل على هذه المسؤولية حسب العارفين بخبايا الأمور بالباروشوت.لم يكلف نفسه عناء الاستماع للاشكال واقناع الضحية .ففشل الوزير مرتين ، الأولى اخلاقيا لانه لم يستطع ثني المرحوم عن فعله بالحوار والتفاهم ، الثانية اثبث بالملموس انعدام الكفاءة لديه على الأقل فيماهو منوط به في مجال اختصاصه .لكن المضحك المبكي ان تصرف له منحة بعد وفاته وليس قبلها كارث لعائلته الصغيرة وهي عملية توحي بشراء صمت وتكثم عن فضيحة، لكنها في الواقع تفضح سلوك مسؤولين لايجيدون سوى صناعة الموت وقتل الأمل في النفوس.كيف لا وزميلته الوزيرة وعمدة مراكش من نفس الحزب التي أهملت واجباتها اتجاه مسقط رأسها من حيث النظافة والسير والجولان ودعم انشطة القطاعات الحيوية المذرة للدخل للساكنة ،تركت كل هذه الأمورذات الاولويةللمواطنين وتفتقت عبقريتها ياسلام..! في مبادرة إنسانية قل نظيرها و في بلاغ خارج السياق من أجل خلق الحدث الاستثنائي لكنه مستفز .
الجماعة ايها السادة الكرام حسب تعليمات السيدة العمدة توفرلكم كفن ومقبرة وصندوق (برومو لاغلا على مسكين ، غير لي مابغى يموت).مهزلة سياسية بكل المقاييس مادام صناع القرار عندنا لايفكرون سوى في صناعة اليأس والموت. فعلا حكومة كفاءات منذ توليها وهي تحكم قبضتهاعلى رقابنا وكأنها تستعجل النهاية للجميع .