آخر الأخبار

سيدتي العمدة لقد طال الانتظار (1).

إدريس المعاشي 

أوجه لك هذاالكلام كواحد من ساكنة المدينة، نشأ فيها ويتطلع لرؤيتها في احسن صورة بعيدا عن الشعارات التي لم تعد علينا بأثر منذ زمن طويل . مراكش العالمية كما يحلو للبعض تسميتها لا علاقة لها بالأحياء الهامشية التي نعيش فيها.حيث النظافة معلقة ومؤجلة في الحل إلى حين ،الأزبال منتشرة في كل مكان استحال معها العيش في بيئة عفنة ملوثة لاتطاق ،الملك العمومي اصبح بقدرة قادرخصوصي فوضوي لم تعد الأرصفة فيه متاحة للراجلين بعدما أصبحت مفقودة. السير والجولان مغامرة محفوفة بالمخاطريسقط من خلالها كل يوم ضحايا حد الموت.امكنتنا لاتشبه واجهة المدينة التي تحظى بعناية خاصة ، نحن الهامش و الحديقة الخلفية أو القاع الذي نخفي فيه جميعا أعطابنا. لاتخطيط ولا بنية تحتية ولا استراتيجية للتهيئة المجالية ولافضاءات خضراء تتنفس فيها الأسر من ضيق السكن الذي يشبه إلى حد بعيد كنتونات معزولة ، خطط لها لوبي العقار ولو على حساب جمالية وتاريخ المدينة .
أكتب إليك بعدما غابت طلعتك البهية عن انظارنا ولم نعد نشهد لك حضورا كما في السابق .طالت وحشتك وزاد غيابك عن حده حتى بتنا نخال رؤيتك كالهلال أوكأنه سحاب يطويه بريق أمل خاطف يطفو على سطح معاناتنا ،طال الأمد ولم نعد نقو على الصبر والانتظار.اوجه لك خطابي عبر هذه الكلمات، مادام الزمن السياسي الذي مضى من الولاية لم يبصم بعد على مؤشرات مهمة ولم يعط انطباعا جيدا حول مسار تدبيرك.أتساءل مع نفسي كيف يستطيع المسؤول تدبير مهمات عدة ومختلفة في نفس الوقت رغم رفضي لهذه الوضعية الشاذة والمتناقضة التي ترهق صاحبها وتضيع معها حقوق الناس لكن قلت مع نفسي الدولة تفهم امورها احسن منا في التدبير فمبررات هذا المعطى اقوى من اي شيء آخر . من حقنا طرح سؤال مشروع عن الإضافات والأمور الاستعجالية التي كنتم تنتقذون فيها التدبير السابق وحققتم فيها انجاز.ام ان تربعكم على كرسي العمودية لايعدو معركة سياسية بينكم وبين خصومكم فيها كر وفر ورد اعتبار لفوز رمزي ولو على حساب الساكنة بأكملها التي لم تجن من ورائه سوى السراب وبطولات دونكيشوتية لا اول لها ولا آخر .
لازلنا ننتظر وعودك التي وزعتيها بسخاء وكرم حاتمي على اطراف المدينة وانت تجوبين ازقتها الضيقة. حيث الفقر وضنك العيش بادي لايخفى على أحد ، تتكلمين بلسان الناس العادي ولكنةمراكشية قحة لتوضحي بعض المقتضيات ومع تزاحم الأفكار كثير منها سقط في عين المكان .لم تأخذ معها الأم المسكينة رغم انتظاراتها الكبيرة والكثيرة سوى ابتسامة قصيرة وكأس شاي ترك في حلقها مرارة لازالت لحد الساعة تطفو كلما تقاذفتها الحاجة وأسئلة الوقت،ابناؤها الأربعة العاطلين عن العمل الذين وظفت منهم ثلاثة كمياومين بمبلغ زهيد في حملتك الانتخابية. تبخر كل شيء وبقي الفراغ والضياع جاثما على الحي بأكمله، من حقك ان تطلقي العنان لوعودك مادامت غير موثقة بيننا. فاغلب الساكنة تبني ثقتها على الكلام اكثر لتترك للايام اختبار حقيقتها. للأسف لن نقف على جدواها ونجاعتها إلا بعد فوات الأوان ،بعد مرور زمن ضاع من اعمارنا ولن يفيدنا في شيء عدم نجاحك مرة أخرى .نعلم جيدا أنكم تتناوبون على كراسي المسؤولية دون الخضوع للحساب كما يتناوب قطاع طرق على اغتصاب حرية زقاق ضيق لسلب المارة مايملكون في غياب الأمن و دون أن نعاين محاسبة دقيقة تترتب عليها الجزاءات .
المدينة انتظاراتها كبيرة ومن سوء حظها أن يعتبرها البعض غنيمة .تتقاذفها الأيدي نحو مصير مجهول دون ان نلمس تدخلا حاسما يوقف النزيف .كنا فيمامضى ونحن شباب لانلقي بالا لبعض الأمثلة الدالة والمعبرة التي تقول
“الله يعمرك …امراكش ” فعلا (عمرات) لكن بدون فائدة تذكر. وهناك من يعتبرها محطة مؤقتة للمرور نحو مناصب عليا ولو على حساب معاناة الساكنة .التاريخ يسجل كل الأحداث لكنه لايرحم من خان وعوده مع الناس والذاكرة لاتنسى .
(يتبع )