آخر الأخبار

سنوات الرصاص بالمغرب: محاكمة حرزني و من معه – 5 –

ثم استمعت المحكمة إلى مرافعة وملتمسات النيابة العامة التي تقدم بها السيد إبراهيم الهام نائب وكيل الملك بهذه الإقليمية والذي عوض السيد حمو مستور في مقعد النيابة منذ 09 غشت 1973.

وبعد الاستماع إلى مرافعة المحامين المدافعين عن جميع المتهمين الحاضرين: الأساتذة: بوعبيد، محمد الناصري، محمد السملالي، عبد الرحمان بنعمرو، عبد الرحيم برادة، بلخدير، بنزاكور، لحلو، أنيق، عبد الحميد ناداه، عزيز بنكيران، القادري، خالد الناصري، الإدريسي القيطوني، الفاروقي، الرمال، بوستة، الحبابي، محمد برادة، الماجلاني، عبد الكريم بنجلون، التازي سعود، الفاسي، البوعزاوي، الوارثي.

وبعد أن أعطيت الكلمة للمتهمين كل واحد على حدة ليدلوا بما عسى أن يكون بقى لديهم قصد الدفاع عن أنفسهم فكانوا آخر من تكلم.

فأعلن الرئيس عن اختتام المناقشات وتوقف الجلسة وانسحاب المحكمة للمداولة بتاريخ 30 غشت الماضي بعدما أمر بسحب المتهمين من قاعة الأحكام عملا بمقتضيات الفصل 44 من قانون المسطرة الجنائية إلى حين صدور الحكم.

 وبعد المداولة طبقا للقانون، عادت المحكمة لقاعة الجلسات بتاريخ فاتح شتمبر 1973 وهي متركبة من نفس الهيئة أعلاه.

فتلا الرئيس الحكم الآتي نصه:

حيث يتجلى من قرار الإحالة المذكور أعلاه الوقائع الآتية:

أنه على إثر حل حزب التحرير الاشتراكي وانشقاق كبير بين أعضاء الاتحاد الوطني للقوات الشعبية من جهة والاتحاد الوطني لطلبة المغرب من جهة أخرى، استغل هذه الظروف كل من حرزني أحمد، واللعبي عبد اللطيف والسرفاتي أبراهام والموساوي محمد، وأنيس بلافريج، والدرج عبد الجيل فأنشئوا ثلاثة منظمات يسارية متطرفة منسقة العمل فيما بينها وموحدة الهدف وهو القضاء على  النظام القائم وإبداله بنظام جمهوري اشتراكي.

ففيما يتعلق بالمنظمة الأولى:

أشرف المتهم حرزني أحمد على إنشاء هذه المنظمة فبدأ بالعمل على عقد عدة اجتماعات حضرها كل من الطالبي والبردوزي وحمامة وأسيضون ومسداد والموساوي والحبابي عبد اللطيف والمحجوبي محمد والشريف وتقرر أثنائها تحرير عدة مناشير كما كوَّنت الهيئة السياسية للمنظمة وعين المتهم حرزني أحمد كاتبا لها، واتخذ أثناءها كل عضو فيها اسما مستعارا للعمل في الخفاء.

وهكذا وبعد اتصال مع اللعبي والسرفاتي للعمل معا بات بدون نتيجة إيجابية، جمع المتهم حرزني الطلبة المنفصلين عن المنظمات المذكورة أعلاه وكوّن “جبهة الطلبة التقدميين”، وعقدت عدة اجتماعات بمنزل حرزني ومسداد وأسيضون بقصد تنظيم العمل للتحريض على الإضرابات والمظاهرات ضد النظام فاتفقوا على الشروع في العمل هكذا:

منح أسيضون آلتين للطبع من نوع “رونيو” وضعت الأولى والثانية بمنزل المريني وطبعت مناشير: “صمودا” بقلم المريني و”شرارة” بقلم الموساوي و”النضال” بقلم الشريف و”المناضل” بقلم المحجوبي.

واستمرت الاجتماعات إلى أن أعفي حرزني من الكتابة العامة، فانضم إليه كل من أسيضون والدرقاوي والزرورة ومصطفى والرحموني، وكان كل واحد يحمل اسما مستعارا كما تبين من أوراق الملف، فقرروا المزيد من العمل وذلك بالاتصال بدلا من الطلبة بقدماء المقاومين والمحاربين.

وهكذا انتقل حرزني إلى أڱادير فاتصل بصديقه باري محمد الذي قدم له ثلاثة من قدماء المقاومين: الرباني محمد، هلمان أحمد وأنصار بوشعيب الذين شعروا بالخطر، فنقلوا الخبر إلى القيادة العامة للدرك الملكي وتطوعوا للبقاء على اتصال مع حرزني وباري للكشف عن باقي أعضاء المنظمة ولإقناعهم من صحة هذه الأخيرة، سلم حرزني لهم مسدسا أوتوماتيكيا بدون رصاص كان أخذه من المتهم أسيضون مع 40 رصاصة كان أخفاها في حقيبة سلمها إلى أحد مشاركيه نافيل، ثم بدأ حرزني يسلم لهم الجرائد والنشرات والمناشير، فعرفهم بالزرورة الذي ذهبوا معه إلى قلعة السراغنة فاتصلوا بفتحي محمد وميمي الجيلالي كما قدمهم حرزني إلى “أبو دقة” ووزع عليهم نشرة سرية “صوت الكادح” كلها دعوة إلى الثورة والحرب المدنية بعدما قام بتحريرها حرزني والموساوي والرحموني، وقد طبعت من طرف فاطمة بنت عبد القادر زوجة الطرفاوي وبأمر منه ثم وزعت في عدة مدن وقرى.