آخر الأخبار

زعطوط القرد المغربي الفريد

ذ.العبدوني خياري محمد
ما دامت الثقافة الشعبية لأي مجتمع هي تعبير عن واقع معاش وملخصا لما يختزله من تعاملات فاني سأحاول في أمثلة شعبية راقتني الأول تكلمت فيه
عن “مسامير الميدة” والثاني سأتكلم عن” زعطوط”
ينتمي زعطوط إلى نوع من القردة، التي تعرف محليا باسم ماكو كما أنها القردة الوحيدة الموجودة في شمال الصحراء. وخلافا لفصائل الماكاك الأخرى، فهي دون ذيل.و بلهجة أخرى هو الشخص الذي يتصرف تصرفات صبيانية لا تحمد
عقباها.
و أنا أحاول كتابة هذا المقال ليختزل الموضوع الذي أقوم بطرحه ومشاركه معكم، فاستعنت بمثل مغربي – يعرفه اللبانة وأصحاب الحليب والذي يقول:
“فلوس اللبن داهم زعطوط” . و قصة هذا المثل أن رجلا كان يبيع اللبن و كان يربي في بيته قردا يدعى “زعطوط”، و كان ذلك القرد يرافق سيده و
يتابع باهتمام تصرفات”اللبان” قرب الشاطئ وهو يمزج اللبن بالماء بالقدر نفسه، ليبيعه ويجني أرباحا مضاعفة نتيجة عملية الغش تلك. وفي يوم من الأيام، باغت “زعطوط” صديقه اللبان وسرق منه كيس النقود التي جناها من عمله، وتوجه بسرعة صوب الشاطئ وجلس ثم أخد كيس النقود، وفي حركة متوازي كان يضع قطعة نقدية بجانبه ويرمي بالأخرى في الماء.بمعنى نقود الماء
ياخذهم الماء ونقود اللبن ياخدهم زعطوطومشات حجايتي مع الواد ياوليدات الجواد. و في قمة حسرة اللبان على نقوده التي لم يستطع استرجاعها من القرد، وعلى جهده في جمع المال الذي ذهب سدا، لم يجد أنسب طريقة للتعبير
عن حنقه سوى بهذا المثل. معنى كلمة ( اللبن ) وهو الحليب بعد تركه يوم او يومين خارج الثلاجة و بعد ذلك نضعه فى خلاط خاص لمدة ساعة وبعد ذلك يصير عندنا اللبن والزبدة . اما كلمة (زعطوط ) وهى القرد . معني المثل :
هذا المثل يقال او يطلق على شخص جمع فلوسه او كون ثروته في سلب مال الأيتام او المال العام او سرقة وخداع الناس او غش الزبون فى التجارة
أي لم يتعب على جمع ماله وكله مال حرام ،أكيد سوف يأتي فى يوم من الأيام شخص آخر و يصرف الفلوس فى وقت قصير مثل ما جمع المال “الحرام” فى وقت قصير سوف تصرف فى وقت اقصر ،يعني الحرام يذهب فى الحرام .قد يُخيل للقارئ بأن أرصدة هؤلاء”اللبانة” متخمة و لكن الحقيقة أنهالن تمكنه من إشباع جوعه القديم وخوفه عن مستقبله ومستقبل ذريته رغم أننا شعب مسلم ونؤمن أن كل شيئ بيد الله سبحانه وتعالى ولا أحد يضمن غده أو حياته، وهو غير مدرك بأن كل ما جناه من مال فهو حرام في حرام، و لا بركة فيه، لأن الضحايا لهم نصيب شرعي فيه لم يتوصلوا به، و لأن “اللبن” الذي تم بيعه ممزوج
بآهات الضحايا و دعاوي المساكين. هناك مسألة أخيرة، تجب الإشارة إليها بخصوص “زعطوط”، كيف لازال يستطيع خداع كل هؤلاء المسؤولين الذين تعاقبوا ؟
هل يتواطئزن معه أم يذيقهم من اللبن والزبد في الوقت الذي تظهر فيها النتائج عكس مايروج له. يقول تعالى في سورة الرعد ”  أَنزَلَ مِنَ
السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ
السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا ۚ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي
النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ ۚ كَذَٰلِكَ
يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ
جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ
كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ ” ( 17)