آخر الأخبار

حقد حكام الجزائر يغذي الهمجية 

إدريس الاندلسي 

كان الموعد رياضيا فأصبح موعدا لهجوم واسع و كبير و همجي على فريق مغربي من اليافعين. الأمر ليس مجرد نرفزة عابرة بل فعل مدبر بشحن مخابراتي بنية الايذاء العمدي و الإجرام عن سبق إصرار و ترصد . الهذا الحد بلغ الانحطاط في سلوك “المسؤولين ” الجزائريين ليعطوا الضوء الأخضر لجزء كبير من الجمهور للدخول إلى الملعب و الاعتداء على الفريق المغربي. هكذا تربوا على الكذب و المكر و الخداع و صدورهم ملئ بالحقد على بلادنا. يا من ” صدعونا بخوا خوا دخلوا سوق راسكم ” . ها هم فتيان الفريق الوطني يتعرضون لهجوم في أرض لا يعرف حكامها أدنى شروط و مبادىء الرياضة. ملعب وهران بدون أمن و بدون ضمائر حية.

المشهد مروع و يبعث على مقاطعة أي نشاط رياضي يقام بالجزائر إلى أن تغيب الطغمة العسكرية الحاكمة عن الوجود على أرض الجزائر. لا أمل يرتجى في من افقروا شعبهم و خلقوا له عدوا خارجيا علقوا عليه فشلهم الذريع اقتصاديا و اجتماعيا و سياسيا. لا أمل في التعامل مع نظام لا يوفر لشعبه الطعام من زيت و حليب و فواكه و أسماك و لحوم. و بالطبع لا وسيلة يجدها حكام الجزائر إلا بإلقاء اللوم على المغرب لأنه يحاول أن يزعزع نظامهم بما يتوفر لديه من سلع غذائية تزيد عن حاجياته و يصدر منها ما يعادل 6 مليار دولار. قد لا يتفق الكثير من المواطنين المغاربة مع اختيارات الحكومة في مجال السياسة الفلاحية و مع طرق تمويلها و تأثيرها على مخزون المياه و الامتيازات الممنوحة للاستغلاليات الكبرى، لكنهم لن يختلفوا على أن السوق تتوفر على كافة السلع في كل المجالات. و بالطبع لا يمكن إخفاء تراجع القدرة الشرائية أمام إرتفاع الأسعار. و لكن الأمر في الجزائر تجاوز كل حدود الاعتداء على المواطن ” الزوالي” في ثروته و غذاءه و سكناه و تنقله و تعبيره. و السبب في هذه الوضعية مؤامرات ينسجها المغرب بما فيها خسارة منتخبها أمام الكاميرون في الثواني الأخيرة و حرائق جمهورية القبايل و نقص مياه السدود و عدم وجود طائرات للإطفاء.

المسألة تعقدت و وصلت إلى حد تحويل ميدان لكرة القدم إلى حلبة يهجم فيها جمهور غفير على فريق ضيف. إنها قمة الهمجية و تدني الأخلاق و تجييش شباب تائه و ربما تحت تأثير القرقوبي التي تغرق به الجزائر البلدان المحيطة بها. و للعلم فكميات الأقراص التي تهربها مافيا المخدرات بهذا البلد لكي تتعدى حدود المغرب الشرقية و الجنوبية تعد بالملايين. و بالإضافة إلى هذا التخدير الكيميائي هناك التخدير الايديولوجي البدائي الذي ينال من قدرة بعض المواطنين على التمييز بين من نهبوه و افقروه منذ 60 سنة و بين جيران لا شأن لهم بما يحدث في قصر المرادية من صراعات على تبذير و استغلال المال العام و تحويله إلى حسابات في سويسرا و غيرها من الملاذات “الآمنة “. و هكذا تحول أعضاء الطغمة الحاكمة إلى عصابة تختلق الأزمات و تسجن المغرر بهم من المغاربة في السجن الأكبر في العالم و الموجود بتندوف إلى جانب نيجريين و موريتانيين و غيرهم و هم الأغلبية الكبرى في سجن تندوف.

ما وقع بعد مباراة الأمس نذير شؤم لما يمكن أن يقع خلال القمة العربية المقبلة. لا ثقة في من جعلوا من الكذب و البهتان عقيدة. لا يمكن وضع الثقة في حكام اغتالوا رئيسهم بوضياف أمام أعين العالم و نظموا له جنازة رسمية و هم يتقنون تجارة الغدر لكل من يرون أو يقدرون أو يخمنون أنه قد تكون له برامج إصلاحية . هكذا ترسل الطغمة العسكرية الحاكمة في الجزائر رسالة إلى المغرب. من هجم على يافعين عزل في ملعب كرة القدم يمكن أن يهجم على موكب رسمي خلال انتقاله من مقر إقامته إلى مقر عقد القمة العربية. الرسالة واضحة و الضمانات ضعيفة في بلد لا يحكمه رئيس و لا مؤسسات بل طغمة لا أخلاق لها.