آخر الأخبار

حتمية النضال

إدريس المغلشي 

كثير ممن ملأوا الساحة لغطا وضجيجا لم يعمروا في الزمن النقابي والنضالي إلا قليلا ،وهناك من فرط في ميكانيزماته لضيق أفق تفكيره ومحدودية تدبير قياداته. واستهداف السلطة لوجوده بعدما وظفته في مرحلة مهمة من مسار التفاوض بل هناك من فرط في مصير منظمة نظير سوء تقدير وقراءة للواقع وازدواجية في الخطاب بين تأجيج الساحة بمفردات ثورية من معجم عفى عنه الزمن ومقايضة تحت الطاولة لملفات بعينها والنتيجة لاتخفى على احد ، من سوء حظه ان يجد نفسه للمرة الثانية خارج إطار الفعل النقابي والتفاوض وصناعة القرار ، لكن هذه المرة مختلفة تماما عن المرة الأولى التي قادفيها المعارضة والنقاش وخاض نضالات كانت في سياقها التاريخي تقول ان هذا الفصيل لم تلوث يده بملفات سابقة ومن حقه تبني القوة الاقتراحية . فحاز التمثيلية بعدما كانت من قبل سياسية . وعوض التحرر منها وخلق مسافة للتفاوض باستقلالية وتمنيع التنظيم من التبعية وانتهازية السياسي القادر في كل لحظة رتق بكارته مع المخزن واعادة ترميم مادمرته ايدي قادته ،آثر ملازمة شريكه في نفس الخندق .وياليث استفاد من هذه الوضعية بل كثير من القرارات اللاشعبية أدى ثمنها مضاعفا لوحده وتلكم نتيجة لاينكرها الا جاحد.ليجدنفسه خارج إطار القرار ، ليس بالسهل أن تكون فاعلا في ساحة النضال تؤطر الشغيلة وفي نفس الوقت حاضر وموجود على طاولة الحوار تبني القرارات، هو أمر يستدعي كثيرا من اليقظة والجهد والتركيز وكذا الحرفية. لامجال لترك احد الموضعين شاغرا بدعوى موقف او نتيجة قراءة معينة .لامكاسب مع الكرسي الفارغ . من سوء الصدف ان يعيد التاريخ نفسه .وان تجد بعض المكونات نفسها خارج إطار التفاوض .ولو تأملت مسارها لوجدتها احدى الحالتين إما انها لم تكن موجودة أصلا او لحداثتها وتجربتهاالمحدودة لم تستطع فرض وجودها على الآخرين .
علمناالاشتغال بالعمل النقابي ألا وجودلسياسة الكرسي الفارغ. فالحضور في النقاش والقرار فرصة لاتتكرر .وإذا لم تستطع تعبئة الكل للانسحاب فالأفضل ان تبقى جالسا على الأقل كواحد من المجموعة يشارك في آليات الحوار بالتعقيب والرد والاقتراح. الوزارة وبعض النقابات وحتى اكون دقيقا الجامعة الوطنيةللتعليم الاتحادالمغربي للشغل لم يسجل عليها الغياب في المحطات المهمة بالنظر لأهميتها وكذا مسؤولية المنظمة امام مناضليها ومناضلاتها ، ثانيا القيادة واعية بدقة اللحظة واهميتها ولهامن رجاحة العقل مايؤهلها لتكون في الموعد . الجميل انها تصرف المواقف بحكمة وتبذل قصارى جهدها في نقل هموم الشغيلة على طاولة الحوار وتكييفها مع محيط الاشتغال وتقدير الاكراهات والمعيقات التي قد تعصف بكل المجهودات .القيادة لاتنصاع للضغوط الغير مقدرةللمجهودات والتي تنحاز كلية لسياسة الارض المحروقة ونسف كل المجهودات.بل تمتلك فعليا وتنزيلا شعار ” خذ وطالب ” في تدرج محبوك يخضع للتطوير والتجويد أملا في كسب نقط جديدة في الملفات.وتؤمن بمبدأ تقوية جانب القاسم المشترك مع كل الشركاء لا البحث عن نقط الاختلاف من اجل تأزيم الوضع وتفجيره من الداخل .حريصة على البناء الجماعي بكل ماتملك من عناصر القوة خدمة للشغيلة واملا في بناء مستقبل للمنظومة يليق بحاملي مشعل التربية لانهم يستحقون ذلك .