آخر الأخبار

توافق أم إذعان

من حق أي حزب سياسي ، هنا وهناك، أن يخوض التباري الإنتخابي وفق تقديره لأوضاعه الذاتية، و وفق خلاصات قراءته للمعطيات العينية لظرفية سياسية معينة، فيقرر بالتالي شكل و حجم مشاركته فيه اذا قرر المشاركة ، أو مقاطعته ، وفي الحالتين معا يكون سيد قراره .

أما أن يعتزم حزب ما خوض الانتخابات بنسبة محدودة من قوته الانتخابية الفعلية بهدف تقليص تمثيليته في المؤسسة التشريعية بدعوى “تجنب الصدام مع الدولة”!! ، وباسم ” التوافق” في ظل الوضع الدقيق الذي تمر منه بلادنا..الخ ، فإن ذلك يعني بالواضح الفاضح “:

_ التلاعب بقواعد التباري الديمقراطي المتعارف عليها كونيا، والتي تستمد منها المؤسسات المنتخبة شرعيتها ومصداقيتها .
_
_ تحويل الاستحقاق الانتخابي الى ” لعبة مغشوشة” من بدايتها، يشارك فيها جل “اللاعبين”، بعد أن تواطؤوا وحددوا مسبقا ماهو مرغوب فيه من نتائج! و خريطة سياسية ” تمثيلية مخدومة”!!
_
_مسخ مفهوم التوافق ، كروح للديمقراطية ، وجعله مرادفا للإذعان ، والتفريط في السيادة على القرار الحزبي المستقل، والأمثال الطوعي المهين.
أما حكاية ” تجنب الصدام مع الدولة” ، فهي استغباء ، واستهانة بذكاء المغاربة…وللموضوع صلة.، حين يفتح الحزب المعني بالأمر ، اي حزب العدالة والتنمية نقاشا ديمقراطيا داخل مؤسساته لهذه ” الأعجوبة \ البدعة” المسيئة للعمل الحزبي ، وللمكتسبات الديمقراطية ، ولروح ومنطوق الدستور ..

جليل طليمات / الرباط