آخر الأخبار

تقديم كتاب محمد بن ولي الله – 6 –

عود على بدء  :

رغم جل الملاحظات السابقة والتي يمكن أن تنطبق على بقية الفصول ،والتي نحبذ أن ندرجها ضمن بياضات خطاب المؤلف ،والذي يبدو أن التاريخ أحد اهتماماته ،وليس اختصاصه ،تبقى – كما أشرنا آنفا – أن له ولغيره من المهتمين أفضال جمة تعرضنا لاعتباراتها كذلك سابقا .

إلا أن السمة المائزة للكتاب وبحكم اختصاص المؤلف في الشؤون المحاسباتية
و الجبائية وبحكم اعتباره من أبناء المدينة هي الإشارة على سبيل المثال إلى الأسواق
في العهد المرابطي، وذكر بعض الحرف المرتبطة بها : البدادين (صناعة جلود العجل لتخزين الزيت )، والكيمخيين (صناعة النعال )، والمناسمة (صناعة جلود تلبس لأخفاف الجمال )، والسراجين ( صناعة سروج الخيل )، و إلى السكة وشهرة الدينار المرابطي و وزنه، إضافة إلى وحدات الأوزان ومنها (الأوقية والصحفة والربع والمرجع والذراع والقامة التي ظلت تستعمل إلى ما بعد الستينيات ،كما تمت الإشارة إلى الحسبة والمحتسب التي دامت هي الأخرى إلى حدود 1980 ، واستبدلت بمراقبة الأسعار وأصبحت على حد قوله عنوانا للمحسوبة والارتشاء .

إضافة إلى مجموعة من الإنجازات بمدينة مراكش في العهدين المرابطي والموحدي ميزتها كعاصمة عن غيرها من المدن مثل نظام السقي (الخطارات)، والوقوف عند بعض الآثار كالمساجد والقنطرة والسور والأبواب، وضمن هذا الإطار أورد المؤلف روايات شفهية تلقاها شخصيا عن رجل اسمه أحمد بن سعود من مواليد 1866 توفي عام 1963عن عمر يناهز 97 سنة بصدد باب الصالحة المختلف بصدد موقعه، إضافة إلى مجموعة من الوقائع والأحداث التي عايشها، كما هو الشأن بالنسبة لما يعرف أو يسمى بدار الرغاي . الإساءة والإحسان ص61 .