آخر الأخبار

ترجمة حكايات الزوكولوكوبامبا لمحمد بوعابد ـ 3 ـ

عبد الصادق شحيمة

ض ضثالثا: الاعتبار الثالث والأهم لهذه الحكايات ينطلق من تصنيفها ضمن أدب الأطفال، وكلنا نعرف الخصاص المهول الذي يعاني منه هذا النوع من أنواع الأدب في جميع أجناسه، وهي الإشارة التي انتبهت لها الأستاذة العالمي وأكدتها الكلمة الثالثة للأستاذ حميد.  أن النتائج السلبية لغياب أدب الطفولة أدى إلى سيادة وهيمنة أنواع العنف والهمجية التي تملأ كيان وكينونة الطفولة.  ولهذا يكفي سي محمد بوعابد فخرا وقد عبر عن ذلك في عتبة الإهداء أن يهدي هذا العمل لابنته ريم ومن خلالها لجميع أبنائنا وبناتنا لمعرفة أصولهم الإفريقية، والتشبع من خلالها بما بدأنا نفتقده من قيم الخير والجمال والصدق والحب.

رابعا: الاعتبار الرابع لأهمية الحكايات وترجمتها يكمن على الخصوص في خلو الساحة النقدية والإبداعية من الدراسات المهتمة بالأدب الإفريقي والناتجة في نظري وتقديري الشخصي عن نوع من الاستلاب تجاه الآداب الأوروبية، إضافة إلى عدم اهتمام المبدعين والنقاد العرب الذين لهم صلة وطيدة بالشؤون الإفريقية، باستثناء قلة قليلة معدودة على رؤوس الأصابع، يظهر الدكتور علي شلش كوجه بارز من روادها.

خامسا: في دراسة وبحث بعنوان التقييم النقدي للأدب الإفريقي لادغار رايت (1) يتم التمييز
في الآداب الإفريقية بين مرحلتين أساسيتين:

المرحلة الأوروبية المكتوبة باللغات الثلاث الفرنسية والإنجليزية، والبرتغالية وضمنها يمكن إدراج الحكايات باللغة الفرنسية للكاتبة جيزيل دوكشين

والمرحلة الإفريقية ونعني بها اهتمام الأفارقة بأدبهم، ودراسة أعمال مواطينهم، والتعريف بها، وضمن هذا الإطار ندرج الترجمة التي قام بها سي محمد بوعابد.

سادسا: تحيلنا الترجمة التي قام بها سي محمد بوعابد على قضايا وظواهر أدبية يحتفل بها أدبنا المغربي في علاقته ببعده الإفريقي، وفي مقدمته تلك القضايا قضية “الشفهية” . فالأدب الإفريقي من الآداب الذي تتحكم فيها سلطة الأدب الشفهي الذي يتكون من مجموعة من الأقاصيص والحكايات الشعبية والأساطير، وهذا  ما يجعل طريق الناقد المغربي مليئة بالألغام حين تقوده إلى مجال الأدب الإفريقي، لأن أغلب النقاد الغربيين يسقطون معايير نقدية غربية على أدب له خصوصيته، وهذا ما دفع الإفريقي جوزيف اكباكو ليصرح قائلا: “لسنا في حاجة إلى الهيكل الغربي النقدي ومعاييره، بل يجب أن نستقي معاييرنا من أدبنا، لأن المعايير النقدية الغربية تطورت في التقليد الغربي وتستعمل من طرف نقاد غربيين. “(2)

القضية الثانية المثيرة في الآداب الإفريقية والتي تضمنها الملحق بقلم ليليان كيستيلوت أستاذة الأدب الإفريقي والتي لا يمكن للدارس أن ينفلت من عقالها هي قضية الزنوجة تقول الكاتبة  :

سنميز داخل الأدب الإفريقي الزنجي ،بين الأعمال الإبداعية التي تم إنجازها كتابة ،وتلقيها قراءة داخل أحد الأنساق اللسانية الأوربية ،وبين الأعمال الأدبية التي وقع إبداعها شفاها ،وتم استقبالها سماعا ضمن نسق من الأنساق اللسانية المحلية ( سواء أكان لغة أم لهجة افريقية ) وذلك لأن هذا الأدب الشفهي الإفريقي يعد أقوى قدما، وأكثر اكتمالا ، وأشد أهمية وخطورة،من نظيره المدون في أي لسان من الألسن الأوربية .