آخر الأخبار

الوزارة المعطوبة

إدريس المغلشي

تعيش وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة هذه الايام وضعا لاتحسدعليه عكس باقي القطاعات الأخرى التي غالبا مايجد المواطن البسيط صعوبة في ذكر اسمها او اسم الوزير الذي يسيرها.وتعد سابقة في التاريخ السياسي المغربي المعاصران تخون الذاكرةغالبية مكونات المجتمع لتذكر اسماء تشكيلة هذه الحكومة المنحوسة ماعدا رئيسها الفاشل المتعثر وناطقها الرسمي الحاج بايتاس البرهوش المشاغب ووزير العدل الثرثارالذي يحدث في كل مرة ضجة وراء خرجاته غير المحسوبة ليغطي على كوارث باقي مكوناتها .حكومة نكرة مجهولة الهوية والاسم لايذكر منها المواطن لا وزرائها ولا اجراءات لامست همومه و قضاياه المشروعة والاساسية .
اما وزارة التربية الوطنية فلقداصبح اسم وزيرها مثارسخرية واحتجاجا من طرف الاساتذة وآباء وأمهات التلاميذ على حد سواء ،الساحة انتفضت عن بكرة ابيها لتعلن رفضها لقراراته لكن العجيب ان هذا القطاع يسير بسرعتين الاولى من سوء حظها العاثر انها توقفت أمام صخرةالرفض بعدماانقلبت على المنجزالتنسيقيات ومن ورائهاالنقابات رافضةللنظام الاساسي الذي جاء مخيبا للآمال ومكبلا للمبادرات وهو يرفع شعار الاصلاح بصفر درهم بعدما اغدق بالمقابل تعويضات سخية على فئات وحرم منها فئة عريضة من هيئة التدريس مؤطرا هذه الاجراءات التعسفية بكثير من المقتضيات الجزرية والتي عاكست كل التصاريح المقدمة من طرف المسؤولين . الساحة متوثرة والوزارة المسؤولة عنها أولا وأخيرا عن الهدر الفضيع للزمن المدرسي الذي وقع ضحيته مايقارب سبعة ملايين متمدرس من المفروض ان يفكر القائمون على الشأن التعليمي في كلفته والطريقة الأمثل لايقاف النزيف وتعويض ضحايا هذه القرارات العشوائية حتى لانقع ضحية عناد وشدالحبل بين الساحة والوزارة لنصل لنتيجة مأساوية قد تفضي لسنة بيضاء الخاسر فيها الأول والأخير المواطن البسيط والمنظومة .
لكن في المقابل يعرف جناح آخرتابع لتدبير الوزارة في الشق الرياضي الذي يسير بسرعةالطريق السياربلاضجيج ولاصخب ولا احتجاج وبعدما عرف عملية تهريب ثم تنصيب الكاتب العام السابق دون ان يقدم لنابمعية مسؤولين سابقين حصيلة تدبير عقدونصف من زمن التعليم فيما يعرف بميزانية المخطط الاستعجالي والذي كشفت كل التقارير كارثية نتائجه على منظومة لازلت تراوح مكانهابنفس الازمة والمؤشرات دون ان نقوم بتقييم موضوعي مع تحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات وفق المقتضيات الدستورية. نحن منهمكون في نقاش جماعي لحدث عالمي بعدما اسكرتنا فرحة انجاز قطر وتحقيقنا لحلم تنظيم كأس العالم 2030 بعدما طاردناه لسنوات عديدة منذ2010 وهو طموح مشروع لايسعنا جميعا الا الافتخار به لكن لايجب ان ينسينا اولوياتنا في بناء المجتمع فهناك سؤال يطرحه الجميع بطرق مختلفة لماذا ترصد اموال سخية للقطاع الرياضي بوزارة التربية الوطنية عكس الباقي ؟ وهنا تحضر مقولة مؤطرة وبليغة لأحد الدكاترة المحللين للشأن الوطني والذي وضع الاصبع على مكمن الداء حيث صرح في معرض حديثه أننا فرحنا بمنتخب كرة القدم لكننا في أمس الحاجة لمنتخب في السياسة وآخر في الصحة وثالث في التعليم والاقتصاد فنهضة الأمم كل لايتجزأ ومنجز كرة القدم بلاتعليم ولاصحة نهضة ناقصة لان فرحتها غير مكتملة ومؤقتة لاتدوم .