آخر الأخبار

اللهم كثر حسادنا ..!

إدريس المغلشي

كانت كلمة دالة ومعبرة يوم قالها جلالة الملك بمناسبة افتتاحه الدورة الخريفية التشريعية بالبرلمان فالحساد لايتواجدون إلا في حالة تفوق .كما انهم يدفعونك لبذل المزيد من الجهد لتحقيق الأفضل. إن المسالة محفز ايجابي ذو مردودية عالية مادمت في وضعية استنفار ويقظة تنمي طموحك لاحتلال الريادة .لا أدري سبب حرصي البارحة على متابعة مقابلة النهاية بين السينغال والجزائر في إطارأمم افريقيا للمحليين.وقد زاد من اهتمامي بعدماعلمت ان المعلق جزائري معروف .تابعت اللقاء من بدايته حتى النهاية .
لا اخفيكم المقابلة عرفت أحداثا كثيرة وطريقة تدفعك دون شعور لمساندة المنتخب السينغالي ضد المنتخب الجار العربي نعم لقد صرنا مضرب الأمثلة في الكراهية والعداوة كما قال الماغوط على لسان دريد لحام في مسرحية” اشرب كأسك ياوطن “: ” لقد صرنا فرجة يابا”.مع الاسف ابتلينا بنظام متخلف.كل معاركه التي خاضها ضد المغرب انهزم فيها منذ 1975 هذه السنة على وجه الخصوص التي يحتفظ التاريخ والمغاربة بفعلته اللااخلاقية في تهجير مغاربة آمنين من الجزائر إلى الحدود المغربية وهو فعل إجرامي لن ننساه أبدا .لا أدري لماذا تحولنا الى خصوم بالضرورة بعدما اوصلتنا سياسة نظام عسكري ديكتاتوري الى معاكسة طموح شعب جار وانتظار انهزامه بإصرار حتى النهاية .فعلا مأساة بكل المقاييس ان يعيش شعبان لهما من مقومات الوحدة والقوة مايجعلهما رائدين هذا الوضع المتأزم والمتناقض .لكن العسكراختارالعكس لتصدير أزمته الداخلية وفشله إلى الآخر. اللعب على ورقة وحدة المغرب في حرب استراتيجية استنزفت الشيء الكثيرولن تزيد المغرب الا قوة وشراسة في الدفاع عن سيادته وربوع وطنه كاملة غير منقوصة .النظام الجزائري يعلم جيدا ان المغرب اصبح قوة .يقتضي الأمر التنسيق معه دون البحث عن اسقاطه فهو امر لن يتحقق بالتاريخ والجغرافيا والاقتصاد .لم تات جملة “اللهم كثر حسادنا “هكذا اعتباطا .فكم من خطاب وجه فيه العاهل المغربي إشارات قوية تدفع نحو انفراج لمصلحة الشعبين لتعزيز الأخوة والجوار.لكن الطرف الآخر دائما يقرأ الرسالة مقلوبة .شعرت بميل كبير نحو المنتخب السينغالي أولا لطريقة لعبه وتفوقه تقنيا وبدنيا مع اختلاف مؤشرات تأهل الفريقين .
عاش حفيظ دراجي البارحة كابوسا بعد خسارة منتخبه النهاية امام المنتخب السينغالي في نهائي كاس امم افريقيا للمحليين .المعلق باسلوبه الموغل في تمجيد النظام ولو بطريقة غير مباشرة واستغلال فضاء رياضي من اجل اقحام التاريخ والجغرافية والذاكرة والمبالغة في ذلك كلما سلطت الكاميرا اضواءها على الجمهور .لدرجة اختلط علينا الأمر فلم نعد نميز بين مقابلة في كرة القدم وشريط وثائقي . طريقة بئيسة تجعل المتابع يحس بالملل والنفور.خسارة الجزائر البارحةمتوقعة ليس ضد الشعب بل نكاية في حكامه.
لا اساند تعميق جراح الفرقة ولا الشماتة اثناء الخسارة لكن تأكد بالملموس ان الجزائراختارت المسار الصعب في مواجهة دولةتمتلك حضارة ضاربة في اعماق التاريخ ولهامن مقومات النهضة مالاتستطيع مجاراتها. دولة تحتاج لسنوات من اجل تحقيق تأهيل يخدم شعبها.