آخر الأخبار

اللغة العربية

إدريس بوطور 

تعتبر اللغة العربية من أرحب لغات العالم مجالا وأوسعها رصيدا ، ولعل أثر علاقتها بالفضاء الصحراوي ذي الآفاق البعيدة والممتدة حاضر في هذه المواصفات . لغة الضاد التي شرفها الله بأن تكون لغة القرآن هي بحر في أحشائه الدر كامن ، لا يصل الى استكناه جوهره واستكشاف كنهه إلا الغواص الأريب الذي يتفاعل مع نصوصها ومعاجمها وما تزخر به من رصيد بياني ولغوي ممتع ، ولوحات تعبيرية بديعة .فالكلمة العربية تحتمل العديد من المعاني والمترادفات حسب وضعها في النص او البنية التركيبية ، مما جعلها تتوافق مع ترجمة النصوص الفلسفية والأدبية الملحمية ، والتي وجد المترجمون خلال القرون الوسطى في اللغة العربية المعجم الكافي لتغطية سائر الرصيد اللغوي الإغريقي والفارسي والروماني.كما أن غزارة رصيد لغة الضاد شكل مادة خاما لخلق حدائق غناء من النصوص الأدبية المنظومة والمنثورة الرفيعة البيان والتي كان لها ابلغ الأثر في تاريخ الحضارة العربية . وسأقدم من خلال هذه التدوينة نموذجا مثالا لا حصرا ، للاستدلال على الغزارة المعجمية للغة الضاد ، ويتعلق هذا النموذج باليد إحدى أهم أعضاء الجسم البشري ** اليد هي عضو يمتد من أطراف الأصابع الى الكتف ، وهي الكف . واليد هي الفضل وهي النعمة . واليد هي القدرة والقوة والاستطاعة . واليد هي السلطان والحجة والبرهان والأمر النافذ. وهي التصرف والتملك ، وهي الجماعة . واليد هي الحيلة والوسيلة والطريق . واليد هي الضمان، وهي الحجر والمنع ، وهي جناح الطائر ونصل الفأس والسيف والسكين .واليد هي أول الشيء ، واليد العليا هي الكريمة المعطاءة والسفلى هي المانعة البخيلة *** هذه مجموعة معان ودلالات لهذه الجارحة حسب ما توفر لدي من إحالة مرجعية ، ولي اليقين أنها أوسع من ذلك ، وقد أوردتها عسى أن تكون حافزا على البحث والتقصي في رحاب اللغة العربية ، مع تعويد الناشئة الشباب على التعامل مع المعجم العربي ، والاهتمام به لتقوية رصيدهم اللغوي العربي وتجاوز ما يعرفه المستوى اللغوي العربي من تدن سافر والذي انعكس أثره سلبا على جودة الانشاء والتعبير الشفهي والكتابي /