آخر الأخبار

الكيل بمكيالين

*عبد الإله العلواني

الحرب الدائرة بين الاتحاد الروسي وحلف شمال الأطلسي الذي يقف علانية إلى جانب أوكرانيا التي كانت حتى 1991 جزءا من روسيا-هذه الحرب-، تثير جملة من التساؤلات بل والحقائق الدامغة التي توضح لنا ولكل متتبع مدى مايسيطر على العالم من نفاق وانعدام المبادئ والأخلاق والقواعد الثابتة، فحلف شمال الأطلسي وقف مع واشنطن في احتلالها للعراق، هذا الاحتلال الذي ألغى الخريطة العسكرية والسياسية للعالم العربي، وتم اعدام أي مشروع اجتماعي أو اقتصادي أو سياسي وتحول العراق إلى بلد فاشل، بعد أن تم اغتيال مليون من مواطنيه، ونفس الحلف احتل ليبيا وسحق الدولة الليبية، هذا الاحتلال الذي شاركت فيه كل دول الغرب حتى التي كنا نعتقد أنها محايدة. فالنرويج وهي دولة لا تظهر في الخريطة العسكرية، أكدت وزيرة خارجيتها أمام برلمانها أن الطائرات العسكرية النرويجية قامت ب 600 طلعة وأنزلت ستمائة ألف طن من القنابل على ليبيا. وهذا فقط الجزء اليسير مما فعله حلف شمال الأطلسي بقيادة واشنطن ولندن وباريس في الدول العربية، فالنرويج دمرت حتى النسيج البيئي لليبيا. وعندما سقطت العراق وليبيا لم نشاهد أحد تكلم لا الأمم المتحدة المزعومة على هذا الظلم والمنكر التاريخي ولا الشعوب الغربية التي تبكي الآن على أوكرانيا لأسباب عرقية مفضوحة.                         أما قرارات ما يسمى بمجلس الأمن منذ 1948 مرورا ب 1967 لم تنفذ إطلاقا، ولازال الكيان الصهيوني يحتل فلسطين والجولان ولبنان، وتقف الدول صامتة ومتواطئة، بل هناك من يطلب ود الكيان لاعتقادهم الخاطئ أنه يسيطر على القرار الأمريكي ويتم اغتيال الأطفال بالآلاف والنساء وكل من يعترض يتم اغتياله ولا أحد يحتج أو نرى نقطة ضوء في هذا المدى المظلم. والتاريخ علمنا أن الانتهازية السياسية مصيرها المزبلة ، وأن وحدة الأوطان تقف إلى جانب الدفاع عن الحق، فالحق قديم كما قال عمر بن الخطاب “ض” وليس الانتصاب إلى جانب العدوان والشر الذي تبثه الأحلاف العسكرية الغربية، فالأمر يتعلق بجنون عابر، والحرب الأوكرانية مهما قيل عنها هي حرب تصحيح للأوضاع العالمية التي وصلت حدودا من العدوان/التنمر الدولي لم يسبق إلا في حرب المغول في القرون السالفة، والذي كان جغرافيا في مناطق محددة ، أما الآن مع الصواريخ الباليستية والقنابل النووية فقد صار يصل إلى مناطق العالم كافة، والحرب في أوكرانيا أوضحت أن :

 

  • نهاية سياسة / عدوان القطب الواحد.
  • النفاق السياسي بالمقارنة مع العراق وليبيا وسوريا.
  • أن السياسة الغربية بدون مبادئ وتكيل بمكيالين.
  • أن المواجهة والدفاع عن الأوطان يستلزم التسلح.

 

لقد ساند الغرب بشعوبه العدوان الصهيوني، والعدوان الأمريكي/الأطلسي على العراق وليبيا وسوريا، بينما احتجت هذه الشعوب علانية على روسيا لأنها تتواجد في أوكرانيا. وبالتالي فالاعتقاد بالاختلاف بين هذه الشعوب وحكوماتها اعتقادا بئيسا، فقد وافق شن طبقه! .

* باحث