آخر الأخبار

الكونترا

إدريس المغلشي

إن أفضع إشكال تعاني منه المنظومة التربوية في بلدنا السعيد .كثرة المخططات والإستراتيجيات ومحطات الإصلاح منذ الإستقلال وكثير من الندوات والمناظرات والمشاريع دون أن نقف لها على أثر إيجابي واضح أو نتيجة تذكر .خيبة أمل ترميك لأخرى وضياع فرص وسوءتدبيروتقارير تشير بالأصبع لمن أفسدواقطاع التعليم وغياب المحاسبة .والغريب أن تسمع من مسؤول كلاما لاعلاقة له بالواقع .بل كلما تمادى في كذبه جاءت الأحداث تباعا لتكشف حقيقة ادعاءاته وكثرة تلفيقه. ليس دفاعا عن المنظومة كما يدعي بل حفاظاعلى منصب يعلم جيدا أن بقاءه هناك لن يخلف سوى الكوارث ولو على حساب الزمن التربوي ومقدرات الدولة المهدورة .
كل المؤشرات خلصت لنتيجة نهائية لاغبار عليها تتشكل من شقين رئيسيين الأول :أن غياب الحكامة في الإنفاق والتدبير والتسييريعتبره كثيرمن الملاحظين هدرا للإمكانات يستدعي اللجوء للقضاء ليقول كلمته الفصل وترتيب الجزاءات .
الأمر الثاني: أن الإصلاح لم يستكمل بعد كل حلقاته داخل فضاء التنزيل لأنه ببساطة شديدة خسرنا فرص نجاحه في منتصف الطريق فضاعت معه كل الشعارات الرنانة التي ترتكز على العاطفة أكثر من العقل . يقع نقاش هنا وهناك وتجاذب الأفكار بين صحة معطى وتفنيده لكن يبقى الحسم للواقع الذي يقول كلمته بلا مساحيق ولا مكياج خادع .
يحكى والعهدة على الراوي .
أن الأخبارالقادمة من منطقة أرفود تفضح ادعاءات الوزارة من شعارات لاتصمد أمام واقع صادم بكل المقاييس وأن ما تنادي به كل الأصوات الحرة حقيقة لاغبار عليهاولا مجال للتشكيك فيهاوالمكابرة لربح مزيدامن الوقت على حساب مصير منظومة معطوبة تحتاج لعملية قيصرية .الحدث يقول أن خصاصا تعذرتغطيته في مادة الفيزياء بسلك الإعدادي بعدما استفادت استاذة من رخصة ولادة تم تدبيره بطريقة تفضح نوايا غير معلنة لأجهزة متحكمة في دواليب قطاع التعليم من أجل خوصصته. تثيرالواقعة كثيرا من الأسئلة والتحفظات ابرزها اين هي استراتيجية الادارة في تدبير المورد البشري في الزمن التوقعي الطارئ منه والمستعجل ؟ يبدو أننا أمام أجهزة متهاونة أو متواطئة .الوثيقةالتي يتم تداولها على أوسع نطاق في وسائل التواصل الإجتماعي إذا صح مضمونها فهي كارثة بكل المقاييس .لقد تم توقيع (محضر) وهي وثيقة لاعلاقة لها بالقانون تحمل اتفاقا بين المدير ورئيس الجمعية والشخص الذي سيعوض مدة غياب الأستاذة .رئيس الجمعية سيؤدي الراتب قدره ثلاثة الاف درهم والمعني سينفذ الحصص وفق التوجيهات والمدير سيوفر الوسائل.إننا أمام وضعية لاعلاقة لها بالتربية ولاتندرج في سياق المبادرات النوعية كما يدعي البعض .السؤال المهم أين هواحتياط الادارة لتدبير الأزمة؟إن هذا التدبير الإرتجالي ردعملي وعبثي يفند ادعاءات الوزارةحول التكوين و الترسيم والخطير أن تنسف مجهودات كل الفاعلين بآليات الترقيع التي لاتستحضر البعد البيداغوجي أما الجودة المنشودة فتلك قصةأخرى بعيدة المنال،وستبقى معلقة إلى أجل غير مسمى .
أن كل الروبورتاجات التي تسعى لتغطية الحقيقة بالتزوير والتلفيق و بأحداث لعبت فيها أيدي تجيد صناعة صور وهمية تقوم أساسا على شعار أبدي ” قولوا العام زين” .
لا تفصح عن واقعنا التعليمي المتردي بالموقف المحايد والعين المجردة .حتى نستطيع الوقوف على حقيقة أعطابنا ونعالجها فأول خطوة في التصحيح هي صدقية التشخيص ومعقولية ونجاعة المقاربة وليس التطبيل والتهليل .