آخر الأخبار

الكواكب و الملحون : المشبوح

سعيد عفلفل 

ورد ذكر نجم المشبوح في قصائد كثيرة من المتن الملحوني. و المشبوح هو عبارة عن ثلاثة نجوم مصطفة عموديا في كوكبة الجبار أو الصياد أو المحارب أو الجوزاء، وهي أسماء مختلفة لنفس المركبة حسب اختلاف الثقافات. تعد كوكبة الجبار واحدة من كوكبات السماء الحديثة الثمانية والثمانين، وإحدى أشهر الكوكبات في الثقافات الإنسانية القديمة و أكثرها رواجا بين هواة الفلك. تخيلها الناس منذ القدم كمحارب يقف حاملا سلاحه وعلى خصره حزام من ثلاثة نجوم. هذه النجوم الثلاثة هي ما يسميه المغاربة المشبوح. وقد أطلق عليها العرب القدماء أسماء : النطاق و النظام و المنطقة. وهي نجوم شديدة اللمعان تبدو ظاهريا الواحدة جنب الأخرى، إلا أنها في الحقيقة متباعدة. يمكن رؤية كوكبة الجبار Orion باللاتينة و بالإنجليزية The Great Hunter، يمكن رؤيتها بالعين المجردة في فصل الشتاء شهر يناير. وقد نُسجت حول هذه الكوكبة عدة أساطير في مختلف الثقافات : الإغريقية و الرومانية و العرببة و حضارة ما بين النهرين (الرافدين) والحضارة الفرعونية.
يستعمل الملاحون كوكبة الجبار لتحديد بعض مواقع النجوم و الإتجاهات وذلك راجع لوضوح و لمعان نجومها. وفي المغرب كان المشبوح يساعد الفلاحين على معرفة وقت الحرث و الحصاد، وفي هذا الصدد هناك مثال شعبي رائج لدى الفلاحين المغاربة يقول: ” إلا تطلع المشبوح عند المغرب ارمي المحراث واهرب…. وإلا تطلع المشبوح عند العشا، لوح الزرع بالكمشة.”
كما اسلفنا الذكر ذكر شعراء الملحون نجم المشبوح كثيرا. يقول الشاعر عبد العزيز المغراوي في قصيدة برگ النو:
” عن خدودك لاح المشبوح بالضيا في وقت الصحو *** و نشهر نورك شعشع ضاوي *** صبحت فجوة. ”
وفي قصيدة عيون المهرة يقول السي التهامي المدغري :
” إمتى ونايا مبطوح *** من هواك أ نجم المشبوح.”
ويقول أيضا في قصيدة فروح.:
” غرة دامي عدات نور في صباحي *** ولاَّ هلال في واح بنواورُه الوضاحة *** عدات ضي ذاك النجم المشبوح. “