آخر الأخبار

الكواكب و الملحون : الغرار

سعيد عفلفل 

نجم الغرار ، اسم جميل لنجم ورد ذكره كثيرا في قصائد الملحون. لكلمة ” الغرار” عدة معاني في المعاجم من ضمنها : ” نجمة الصباح”. أي أن نجم الغرار هو نجمة الصباح. ونجمة الصباح هذه ماهي إلا كوكب الزهرة عند ظهورها صباحا قبيل الفجر وبعده. وحين تظهر الزهرة مساء قبيل الغروب تصبح نجمة المساء. إن بعض الثقافات القديمة لم تعترف بالزهرة ككيان واحد، وبدلا من ذلك، افترضوا أنها نجمتان منفصلتان في أفق السماء. لم يجر تبني إسم فينوس venus للكوكب إلا حديثا. كان الإغريق القدامى يطلقون على الزهرة اسم أفروديت، والبابليون يسمونه عشتار.
يقول السي التهامي المدغري في قصيدة النحلة :
” و دوات العفرا البهية زينة لاسم توگة اللبية نجم الغرار.”
وفي قصيدة الفجر يقول الحاج أحمد الغرابلي :
وإلا عگب الداج بالصدود يولي لدبار*** يشرق نجم الغرار *** الهمام رسل بشارو*** واسرار المعبود ما يطيق العابد توصافها. ”
يظهر جليا من خلال هذا البيت أن الشاعر كان واعيا كل الوعي بأن نجم الغرار يشرق صباحا وقد استعمل فعل” يشرق” للدلالة على ذلك.
وفي قصيدة الفجر يقول إدريس بن علي :
” و النسري بجمالها بهر *** شوف الغرار بيه الكواكب دارو. ”
ويقول الفقيه العميري في قصيدة التغريبة:
” يطلع نجم الغرار ** بعد شروقُه بنوار ***يضوي بضياه الساري.”
كثيرة هي الأمثلة من شعر الملحون التي ورد فيها ذكر نجم الغرار. أما بخصوص نجمة الصباح فقد وردت في قصائد أخرى نورد هنا مثالا من قصيدة النجمة للشاعر السلاوي محمد الكعبوري الذي عاش زمن صابة لشياخ. يقول الشاعر الكعبوري:
” سلتك بالله يا النجمة باني *** بقدومك بان الفجر بضياه يتلالا*** باني يا نجمة الصباح *** في وقتك ما بقى مهالة.
متروك اللعب و المزاح *** لحضرة الذكر والجلالة في بساط العز و لفراح.”