الكواكب و الملحون : الجوزاء

سعيد عفلفل 
ذكرت الجوزاء في قصائد من المتن الملحوني وسنورد أمثلة من هذه القصائد لاحقا. المقصود هنا بالجوزاء شيئان : كوكبة الجوزاء و برج الجوزاء. سبق أن تحدثنا عن كوكبة الجوزاء لما ذكرنا نجم المشبوح الذي هو ما يسمى حزام أو نطاق الجوزاء المكون من ثلاثة نجوم. هذه الكوكبة التي تظم عدة نجوم سمتها العرب قديما “الجوزاء “، أما في كتب الفلك و أطاليسه فتسمى كوكبة الجبار أو الصياد Orion. يمكن رؤية النجوم المكونة لكوكبة الجوزاء بالعين المجردة في فصل الشتاء. وقد تخيلها العرب القدامى كفتاة جميلة مقاتلة تحمل قوسا و توجهه ناحية الأسد القريب. أما في الثقافة الغربية وخصوصا الإغريقية فقد تصوروا هذه الكوكبة كصياد مقاتل جبار. وإذا كانت كوكبة الجبار تحمل في طياتها تفاصيل أسطورة إغريقية إلا أن نجومها تتبع قصة عربية ولازالت تحمل أسماء عربية. وهذه أهم نجوم كوكبة الجوزاء :
*منكب الجوزاء أو يد الجوزاء أو إبط الجوزاء Betelgeuse، لاحظوا الكلمة اللاتينية هي في الأصل الكلمة العربية “إبط الجوزاء”. هذا النجم هو ثاني أكثر النجوم لمعانا في كوكبة الجوزاء و تاسع المع نجوم السماء.
* رجل الجوزاء Rigel (يسمى كذلك رجل الجبار) هو نجم أزرق عملاق وهو سادس أكثر النجوم لمعانا في سمائنا.
* الميسان Meissa هو أحد نجوم رأس الجوزاء ( الهقعة).
* حزام الجوزاء (المشبوح) ويتكون من ثلاثة نجوم هي: المنطقة Mintaka و النظام Alnitam و النطاق Alnitak.
* سيف الجوزاء Saiph
* الناجد Bellatrix
*تاج الجوزاء Tag وهو مجموعة من سبعة نجوم تشكل قوس الجوزاء.
* سديم الجوزاء.
# برج الجوزاء Gemini أو برج التوأمين: هو البرج الثالث في دائرة البروج الإثني عشر و يقع بين كوكبة الثور و كوكبة السرطان. يقع برج الجوزاء في نصف الكرة الشمالي من السماء سمي البرج تيمنا بالتوأمين كاستور Castor و بولكس Pollux. كاستور و بولكس هما نجمان لامعان يظهران معا بشكل وثيق نسبيا مما يشجع الارتباط الأسطوري. التوأم العلوي على اليمين هو كاستور و التوأم الموجود في الأسفل إلى اليسار هو بولكس. و يمثل النجمان الساطعان كاستور و بولكس رأسي التوأمين بينما تمثل النجوم الأقل سطوعا جسم التوأمين.
بالعودة إلى قصائد الملحون ، يقول الشاعر إدريس بن علي في قصيدة الساقي :
” قال يانا سيدي ما حلى الشرب بين الفجر و بين الشروق *** و الجوزا مثل عذرا ** لِها خراص من فجرا** غارت منها الزهرة** و بنات نعش تتباهى ** و كواكب الثريا ولاَّت مع الرفيق.”
و في قصيدة الفجر يقول الحاج أحمد الغرابلي :
” شوف المريخ الوضيح المجلي على لسحار *** من ضي الجوزاء غار ** شوف العذرا فجوارو*** شوف العطارد فاق على الكواكب و نوارها. ”
وفي قصيدة المزيان يقول سيدي قدور العلمي :
” أو بدر سطع نورو في غساق ديجان *** أو زهرة ولا دبدوح تاگ ناير
أو زحل شرق بضياه أو سرطان *** أو برج الجوزا بين النجوم زاهر. “