آخر الأخبار

العدد الأول من ” الثقافة الأخرى ” متخصصة في الثقافة الشعبية

صدر حديثا عن الاتحاد المغربي للثقافات المحلية العدد الأول من المجلة الثقافية “الثقافة الأخرى”، وهي دورية تعنى بالدراسات الشعبية المغربية متعددة الاختصاصات.

وفي توطئة للعدد، قال رئيس تحرير الدورية، الناقد الأدبي والجامعي سعيد يقطين إن الثقافة الشعبية المغربية ظلت مبعدة من دائرة الاهتمام لأسباب كثيرة، لكن هذا لم يمنعها من كونها ظلت كطائر الفينيق كلما قيل انتهت خرجت من الرماد المفروض باعتبارها ثقافة أخرى لتقول: إنها تجدد حضورها، وتفرض ذاتها باعتبارها ثقافة أخرى. وأوضح الدكتور يقطين أن الثقافة الأخرى هي الإنتاج الثقافي المادي واللامادي الذي عبر به الشعب عن نمط حياته، ونقل من خلاله أحلامه وآماله، وترجم عبره أشجانه ومعاناته وآفاق عيشه، مضيفا أن الشفاهة ظلت الوسيط الأساس لتداوله ونقله عبر الأجيال، كما بقيت الصنعة تتناقل عبر الأسر والعائلات التي تدرك أسراره، وتحتفي ببهائه وعفويته، بأدوات بسيطة تصطنعها يدويا من البيئة الطبيعية المحيطة بها.

وسجل رئيس تحرير الإصدار الجديد أن المؤسسة لم تهتم بالثقافة الأخرى لأنها ثقافة العامة أو العوام أو الشعب حسب تطور المصطلحات المتصلة بها في الزمن، لكن عدم الاهتمام بها، كما كان سلبيا كان إيجابيا أيضا، بحيث تركها تنمو بعيدا في الفضاء الطبيعي الذي ظل يحتضنها في الحقل والمرعى، وفي السوق، وفي المجالس الخاصة والعامة، والمناسبات السعيدة والحزينة.

واختارت الدورية لباكورة أعدادها ملف “التراث الشعبي موضوعا للبحث والسؤال” تدارس فيه المساهمون في العدد مواضيع متنوعة من قبيل “العرب المحدثون وتراثهم الثقافي الشعبي” و”الجهود الكولونيالية لصيانة التراث المغربي” و “في معرفة المتخيل الشعبي” و “الحداثة الشعبية” و “الإبداع الشعبي والفصيح في الثقافة الحسانية” و “كونية الحكاية الشعبية” و “صناعة التراث”.

وفي الجزء الثاني من العدد، عكف الباحثون على دراسة الثقافة الشعبية والفنون من خلال الكتابات الأدبية والأعمال السينمائية والمسرحية والتراث والفرجة المسرحية، فيما تناول الجزء الثالث دراسات في تجليات الثقافة الشعبية من خلال بحث التفاعل الثقافي بين الثقافة الشعبية والثقافة الوطنية وأنثربولوجيا التراث وبلاغة النكتة وأدبية الأمثال بين الذاكرة والتداول، وإبراز إسهامات بعض رموز الثقافة الشعبية.

وانفتح العدد على تجارب تنشط في مجال اهتمام المجلة من خلال حوار مع نسيم حداد، الشاب المغربي الحاصل على دكتوراه الدولة في الفيزياء النووية من المركز الأوروبي للأبحاث النووية بسويسرا، والباحث في التراث الشعبي المغربي بالإضافة إلى ممارسة الغناء والفن الشعبي المغربي من عيطة وملحون وكناوة وأغنية غيوانية.

ويسعى الجزء الخامس من المجلة من خلال ركن “متون شعبية” إلى تدوين بعض من الآثار الشعبية، من قصائد وسرود، تجري بتلوينات مختلفة حسب المناطق والجهات، وتتخذ تجليات مختلفة حسب بيئتها ومقصديتها.

أما الجزء السادس فيعرض معجما لأعلام من الثقافة الشعبية المغربية من خلال النبش في الذاكرة الشعبية لتقديم أعلام “تعبيرا عن الوفاء لحناجر وأياد سكنت الوجدان الجمعي، وظلت شاهدة على عصرها تؤكد أن لهذا الشعب ذاكرة تصل الماضي بالحاضر والمستقبل”.