آخر الأخبار

اللقاء التلفزي للعثماني : هاني هنا

اظن ان رئيس الحكومة كان صريحا حين اعترف بالصعوبات التي تواجه القرار في ظل وضعية متسمة بغموض شديد تفرض تدبيرا مشدودا الى المدى القصير جدا. وكذلك عندما قال بان الخروج من الحجر المنزلي اصعب من الدخول اليه، لان ما استطعنا القيام به وحققناه خلال الفترة الماضية بكثير من النضج قد يتعرض للتبديد بسلوكات لامسؤولة للبعض، ومن يتصرفون اليوم بلا مسؤولية قد ينضاف لهم غذا من كانوا منضبطين للقانون والاجراءات المتخذة خوفا من السجن فقط، لان الكثيرين منهم يرددون “اللي بغاها الله هي اللي غادي تكون” وكان الله خلقهم بدون عقل وفاقدين للارادة وعديمي المسؤولية تجاه افعالهم وتجاه انفسهم وتجاه غيرهم من البشر والخلائق الاخرى و لاينذرهم بالعقاب متى اخلوا بتلك المسؤولية.
اعداد سيناريوهات امنة للخروج من الحجر المنزلي ولاعادة تحريك عجلة الاقتصاد ليس سهلا بالمرة، ويتطلب تنسيقا بين اطراف متعددة معنية، وجسا لنبض المجتمع ومعرفة باستعداداته لما بعد الحجر وللتكيف مع مجموعة من الاجراءات التقييدية التي ستظل سارية الى حدود ايجاد دواء ناجع ومصل فعال، وهذه كلها بالغة الصعوبة في ظل الظروف الحالية وتستدعي حذرا شديدا، لكن الحذر ليس مرادفا للخوف. فالخوف عدو التصرف العقلاني.
ذلك انه عندما يصبح الخوف هو المحدد للقرار يستحيل ان يكون ذلك القرار سليما ومناسبا، وربما يخلق مشاكل بدل ان ياتي بحلول، وما ميز القرارات التي اتخذت مند الاعلان عن الجائحة هو العقلانية والشجاعة، بحيث تم اعطاء الاولوية للحياة مع مايترتب على ذلك من تضحيات وتحملات. وكانت النتيجة هي ما افتخر به رئيس الحكومة واعتبره ملحمة.
والبين ان رئيس الحكومة كان يتحدث في حواره المتلفزبنبرة معبرة عن خوف، وجاءت اجوبته لتقول للمواطننين، هنا او بالخارج، اننا لم نقرر اي شئ ولسنا جاهزين لاتخاذ القرار ، ونحن خائفين …وبذلك سيجعل المواطنين الذين انتظروا اجوبته يصابون بالخيبة ويشعرون بمزيد من الغموض، بما في ذلك بشان قيادته للحكومة وقدرته على تنسيق اعمالها وقراراتها.

كان الحوار في الواقع خطوة اخرى غير محسوبة تكشف خللا جوهريا في تعاطي الحكومة ومسالة التواصل، لان رئيس الحكو مة اذ يخرج عن صمته فلكي يتحدث عن سيناريوهات وقرارات واجراءات وليس ليفكر امام الملا بصوت عال مثل اي فرد من افراد المجتمع منشغل بالقادم، وماورد في الحوار بشان عدم تخصيص دعم للمدارس الخاصة والمقاولات الخاصة، تكذيبا لما راج، اوعدم وجود قرار بشان سنة بيضاء كان يمكن ان يتكفل به الناطق الرسمي باسم الحكومة ووزير التعليم في تصريحه اليوم، وهو الوزير المعني. كان على رئيس الحكومة ان ينتظر استكمال السيناريوهات او نضج القرارات قبل هذه الخرجة، لكنه يتبين ان الرجل خرج فقط ليقول لنا “هاني اهنا”

محمد نجيب كومينة / كومينة